الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

تفريغ مُحاضرة 12{ العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

/
أما بعد فياأخوة الإسلام أحييكم بتحية الإسلام..تحية من عند الله مباركة طيبه فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا درسنا ان شاء الله الثاني عشر من دروس العقيدة
بعد ان عرفنا معنى الدين والاسلام والإيمان

 
نأتى الى معني مايناقض الإيمان والأمر كما هو واضح بدأنا بالحديث عن عنوان المادة العقيدة الاسلامية..فأخذنا معنى العقيدة وأردفناها بالدين قبل ان نتحدث عن معنى.. الاسلام..قلنا ويرادف معنى الإسلام الإيمان
فأخذنا معنى الايمان عند اهل السنة والجماعه الايمان تصديق بالجنان وتلفظ باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان

 
ثم بعد بيان هذا التعريف ومافيه من قضية العمل وحسن اعمل والكلام عن جنس العمل والكلام عن المبانى الاربعه وكذا عن قضية الاستثناء في الايمان والزيادة والنقصان
وبيان ان الايمان درجات منه مايسبق الاسلام ومنه مايلحق بالايمان فالاول مطلق ايمان والثاني ايمان مطلق والاسلام ايمان مطلق وبينا هذا علي جناح السرعه وقلنا مايناقض الإيمان  الكفر
فالكلام اليوم عن نواقض الإيمان مبدوئة بالكفر اربعة علي الجملة :
1-الكفر
2-الشرك
3-النفاق
4-الردّة
وقد أشرت قبلاً الي ان الإيمان له نواقص وله نواقض / نواقص اي ماينقص الايمان دون ان يأتي علي أصله لاينقضه من اصله وهذه النواقص معاصى ينقص بها الايمان علي عكس الطاعات التي يزداد بها الإيمان وهذا امر واضح للعيان فنواقص الايمان إذاً معاصي , والمعاصي منها الكبائر ومنها الصغائر وسواءً أكانت المعصية ام صغيرة فإنها لاتنقض الإيمان وإنّما تُنقصه , ومهما إرتكب الإنسان ذنباً صغيراً كان أو كبيراً فإنه لايخرجه من الإيمان مالم يستحله فإذا إستحل المعصية كان هذا من نواقض الإيمان لأنه إنكار معلوم من الدين باالضرورة ولأنه تحليل حرام أو تحريم حلال فيما لم يأذن الله عزوجل به...يعني قضية الاستحلال تدخل في باب النواقص
وقلنا نواقص الإيمان  فيه ردّ على فرقتي الضلالة / أكبر فرق الضلالة الخوارج والمرجئة وإن كانت الشيعه بعد تفوقت عليهما في الضلال أضعافاً مضاعفة بما جعل الشيعه تمرق من الإسلام مروقا أشنع من مروق الخوارج وهم بذلك ولاشك أضل من فرق المرجئة  والمعتزلة ومن فرق الضلالة جميعها إذا اجتمعت لكن ًً
 الخوارج والمرجئة لهما السبق الزمني والخوارج بدأت بقضية الحاكمية حين خرجت علي سيدنا على رضي الله عنه لأنّه حكم الرجال في دين وقد سبقت الاشارة اليه ونحن نتحدث في قضية الحاكمية فكفروا عليا ومعاوية والحكمين وكل من رضي بالتحكيم ثم ثنوا بالمبدأ الثاني.... كفر مرتكب الكبيرة ووجد بعد من فرق الخوارج من كفر بمطلق المعصية او بالإصرار علي المعصية حتى كانت فرقة التكفير والهجرة قالت بكفر من اصر علي المعصية في المبدأ الثاني لهذه الجماعه  بعد الحد الأدنى لإسلام..كفر من اصر علي المعصية.../


نقول:كفر العاصى  ولو بدي منه الإصرار او بدت منه الكبيرة انه ليس من نواقض الاسلام وإنما  من نواقصه وهذا القول من اهل السنة والجماعه أن إرتكاب المعاصى وان كانت كبائر وان بدى فيها معنى الاصار من نواقص الايمان

كما هو رد علي الخوارج الذين جعلوا هذا من نواقض الايمان , هو رد علي المرجئة حين زعمت ان الايمان لايتجزأ وان الوقوع في المعصية لايضر بالإيمان وأسّسوا مذهبهم الباطل لا يضر مع الإيمان معصية كما لاينفع مع الكفر طاعه ..فـ/المعصية تضر ّبالإيمان تُـنقصه وان كانت لاتنقضه , تنقصه فيــُردّ بذلك على المُرجئة حين تقول ايمان العاصى كإيمان جبريل وايمان الملائكة وايمان الانبياء وايمان النبى محمد صلى الله عليه وسلم
ولاتنقضه لتكون رداً علي الخوارج الذين كفّروا بالمعصية وبالاصرار عليها وبإرتكاب الكبيرة
ومرتكب الكبيرة في مذهب اهل السنه والجماعه من حيث الحكم علي الايمان او عدمه  فعل فعلاً ينقص الايمان ولاينقض الايمان من اصله..ونرى ان المعاصى تعد من شعب الكفر كما ان الطاعات من شعب الايمان فيمكن اطلاق لفظ الايمان علي الطاعه وان كانت واحدة واطلاق لفظ الكفر علي المعاصى وان كانت واحدة ولكن على هذا المعنى ان الطاعات شعب ايمان والمعاصى شعب كفر , وليس اتيان شعبة من شعب الكفر او اكثر يجعل اانسان كافراً كفراً يخرجه من المله وينقض الايمان من اساسه وذلك اذا جمعت بين النصوص فعلمت ان مركتب الكبيرة مثلا والمصر علي المعصية ايضا , هذا وذاك ومن علي تلك الشاكله هو في مشيئة الله عزوجل مادام لم يشرك باله فما سوى الشرك هو في مشيئة الله , ماسوى الشرك ذنوب وهذه الذنوب قال الله فيها في سورة الزمر "قل ياعبادى الذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا..."
وهذه المغفرة ولو من غير توبة لكن مع التوبة : من تاب , تاب الله عزوجل عليه لأن هذه المغفرة مردها الي الله والي مشيئته وذلك قوله تعالى في سورة النساء "ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء" ...فدلت الآية على انه يغفر مادون ذلك لمن يشاء ممّن لم يتب فالمشيئة هنا لمن لم يتب ,ومات دون أن يتوب.يدرج تحت المشيئة والدليل علي هذا ان الشر يغفر بالتوبة منه في مثل قوله تعالى
 (قل للذين كفروا ان ينتهوا يُغفر لهم ماقد سلف وان يعودوا فقد مضت سنة الأولين)
فالإقلاع عن الكفر والإنتهاء عن الشرك توبة منه فإن تابوا يغفر لهم ماقد سلف فإن قال الله : ان الله لايغفر ان يشرك به , عُلم فيما لم تكن فيه توبة  والا فالتوبة من الشرك وذلك بالإقلاع عن الكفر أو الإيمان يُغفر كما تفهم هذا من اآية الكريمة في سورة الفرقان ين جاء قوم الي النبي عليه الصلاة والسلام مشركون قد اكثروا القتل واكثروا الزنا فقالوا نحن يُمكن ان نُسلم لو علمنا انّ لذنوبنا التي فعلناها توبة وكانت ذنوبهم الشرك والقتل والزا فأنزل الله قوله والذين لايدعون مع الله إلاً آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله الا بالقتل ولايزنون من يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وآمن عمل عملاً صالحاً فؤلائك يبدل الله سيئاتهم حسنات .."

فدلت الآية ان من تاب من الشرك غفر له ومن تاب من الكبائر كالزنا والقتل غفر له بل لم يغفر له فحسب وانما تبدل سيئاتهم حسنات مع الإعان عن قبو توبته ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب الي الله متاب اي ان الله يقبل توبته
ذلك هذا المعنى فهمه العباس عم النبي ...فكان يداعب الصحابه قائلا انا اكثركم حسنات فيقولون مما ذاك ..فيقول أنا اكثركم سيئات ,فأنتم أسمتم منذ كنتم في مكه 13 سنه وأيضاً سنتين في امدينه وسيدنا العباس اسلم بعد غزوة بدر اي بعد 15 سنه من بعد بعثة النبي , وانا تأخرت عن الإسلام فكلها سيئات ثمّ أنا أسلمت فبدّل الله سيئات 15 سنة الي حسنات فأنا أكثركم حسنات "الاسام يجبّ ماقبله"فيضحكون إذاً المسأة مع التوبة الامر مفروغ منه لايقال ان قول الله تعالى "ان الله لايغف ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء "..لاتقل ان  تلك الآية  فيمن تاب .. فالآية لم تقل ان ذلك فين تاب / بل هي في من لم يتب ولو كانت فيمن تاب ماكات هناك حاجة ابداً تفرقه ى الشرك وماهو دونه لأن الشرك يغفر بالتوبة منه ومادونه يغفر بالتوبة منه فلما جاءت الآية مكررة في سورة النساء في موضعين ..الأولي قوله تعالى "ان الله لايغفر ان يشر به ويغفر مادون ذلك من يشاء ومن يشرك باله فقد افترى اثماً عظيما" والثانيه .."ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعـــيداً"  , دّلت هذه التفرقه عى ان المغفرة فيمن لم يتب.. لكنّ هذه الذنوب بكبائرها وصغائرها وبالإصرارعليها وعدم الإصرار عليها  = تندرج تحت المشيئة وهو الذى قال النبي صلي الله عليه وسلّم : حين بايع اصحابه علي مافى بيعة النساء : أن يشركوا بالله شيئاً وايسرقوا ولايزنوا ولايقتلوا أولادهم....ثمّ قال :فمن وفّـى منكم فأجره على الله  ومن أصاب من ذلك شيئاً فأقيم عليه حدّه فهو كفارته..فمن ستره الله  فهو الي الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له, وهذا فيمن لم يتب أما من تاب فإن الله يتوب عليه / وكذا فيمن لم يتب تجيء الشفاعه في أبوابها, ومن ابواب الشفاعه = شفاعة فيمن ارتكبوا صغائر ثم لم يتوبوا منها وماتوا على ذلك..وكذا فيمن ارتكبوا كبائر ولم يتوبوا منها ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :( شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي) , وكذا فيما قال عليه الصلاة والسلام..."لكل نبي دعوة مستجابة واني قد اختبأت دعتي شفاعةً أهل الكبائ من امتي فهي نائلة ان شاء اله من مات منهم ايشرك بالله شيئاً"وهذه الامور فقط ذكرتها كإشارات للتفرقه بين نواقص الإيمان ونواقض الإيمان ..بينهما نقطة موحدةٌ فوقيّة "نواقص/نواقض"والمشكلة في أنّك لاتسمعها منّي علي غير ماقلتها لكن المشكله بين الخلط العقـديّ مابين النواقص وانواقض أنك ترى من الشباب من لايفرق بينهما فالنواقص عنده نواقض والنواقض نواقص والأمر كله عند العرب صابون علي هذا النحو / ,,ينبغي ان تفرق بين النواقص والنواقض / والنواقص = هي شعب الكفر وهي المعاصى كبيرها وصغيرها سرها وعلنها, والكبائر في الإسلام نحو من السبعين /كما سُئل بن عباس رضي الله عنهما :آ الكبائر سبعٌ؟  قال هي الي السبعين أقرب"
واشبع هي السبع الموبقات وكما ورد في الحديث : اجتنوا السبع االموبقات:قيل ماهنّ يارسول الله : قال الشرك بالله والسحر وعقوق الوالدين وأكل الربا أكل ما اليتيم وقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق والتّولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات "
 علي انها من أشنع الكبائر سميت بالموبقات توبق صاحبها تهلكه وكما جاء في حديث آخر :المقحمات اي التي تقحم صاحبها في النار وليعاذ بالله فهذه اشنع الكبائر المقحمات او الموبقات وحتى الكبائر علي دركات اكبر الكبائر الشرك بالله وقتل انفس والزنا..كما جاء في آية "{والذين لايدعون مع الله إلاً آخر ولايقتلون انفس الت حرم الله الا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاماً..}  لكن كل ذنب من هذه الثلاثة فيه حدّ أعي وحدّ أدنى فالشرك بالله اكبر الكبائر لكن اقبحه ان تجعل له نداً وقد عمت انه خلقك وانه ربك والقتل : كبيرة ولكن اقبحه ان تقتل ولدك والزنا كبيرة ولكن اقبحه ان تزنى بحليلة جارك / وذلك جاء في الحديث عن بن مسعود رضى الله..قيل يارسول الله :أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله نداًّ وقد خلقك..قيل : ثمّ أيّ؟؟ قا ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك ..قيل ثمّ أي : قال أن تزاني حليلة جارك ..يعنى الزنا كبيرة وأقبحه ان تزاني حيلة جارك : وتزانى:أي تتكرر..والباب قريب من الباب والدنيا منفتحه / مع أنها زوجة الجار ,,حتي في  الجاهلية حين قال عنترة واذا مابدت لى جارتي غضضت الطرف عنها حتى يؤي جارتى مأواها أو نحو ذلك مما قال رغم ان ذلك بالجاهليه / فالقبيح ان يكون بحليلة الجار واقبح منه ان يكون في المحارم فهي دركات ولاتستوي في ميزان الله ../وكما جاء أيضاً في الحديث عن رسول الله : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يارسول الله :قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس/قال : ألا وقول الزور وشهادة الزور..ألا وقول الزور وشهادة الزور.. فلا يزال يكررها حتي قلنا ياليته سكت صلي الله عليه وسلم // فالذنوب كبيرها وصغيرها من نواقص الإيمان لا من نواقضه , الذنوب تأتى في بعض الأحاديث بل وفى بعض الآيات فتسمي كُفراً فيرادبها انها شعب الكفر , ولايراد بها الكفر المخرج من المله ..وهذا الذي أودّ أن أقوله الآن ان شاء الله فبعد ان ذكرت لك النواقص.. أذكر لك النواقض وهي اربعه كما ذكرنا :كفر وشرك ونفاق وردّة /
والثلاثة الأول : الكفر والشرك والنفاق علي قسمين :كفر اكبر وكفر أصغر ..وشرك أكبر وشرك أصغر .. ونفاق أكبر ونفاق أصغر ،  
وأما اردة فلم تقسم لأنّها : ردّة ..فقط تظهر مظاهر الردة فيقال ومظاهر الردة في الاسلام كذا وكذا :كأن يقال من استحل حراما ومن انكر معلومٌ من الدين بضرورة , من استبد بشريعه حمد شريعة أخرى .من زعم نسخ فريضة الجهاد مثلاً ..كذا كذا لا هي لاتقسم / انما الكفروالشرك والنفاق لابد فيها من التقسيم
وهذا التقسيم مأخوذ من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فهم السلف الصالح الذين هم أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أدري الناس بدين الله وما قال أحد أنّ هذا االتقسيم بدعه..قسموا الايمان كما رأيت:إلي مطلق إيمان وإيمان مطلق وهنا يُـقسم الكفر الى أكبر وأصغر..
ومع تقسيم الكفر الأكبر يقسم الي:{ كفر جحود وإباء واستكبار واعراض وشكّ } , وذلك قلت لك التقسيم علي دربين عي الجملة والا كل تقسيم تحته تقسيمات...
والكفر الآخر : كفر عملي..قسّموه الي مايخرج من الملة ومالا يخرج من المله / فألحقوا مايخرج من المله بالأول وان كانت أعمالاً وليست اعتقادات..وأخرجوا مالا يخرج من المله فجعلوه من النواقص لا من النواقض وان كان يسمي كفراً
وكذا في الشرك جعلوا منه الاكبر وجعلوا منه الأصغر / والأكبر :كشرك النيه والإرادة والدعاء والعبادة والمعبود
وشرك أصغر : كشرك الرياء وماعلى شاكلته.......والنفاق عقدي مخرج من الملة , وعملى :عبارة عن صفات منافقين لاتخرج من المله
مالدليل علي هذا االتقسيم / فقط اعلم هذا التقسيم علي الجمله انه مما يناقض الإيمان : الكفر والشرك والنفاق والردّة
واعلم جزئية اخري : أن بين الكفر والشرك من الترادف والتغاير ما بين الإسلام والإيمان , مع ملاحظة الفارق ..فيأتى الإسلام بمعنى الإيمان والإيمان بمعنى الإسلام..ويأتى الإسلام مغايراً لمعنى الإيمان والإيمان مغايراً لمعنى لإسلام ..كذا في أمر الشرك والكفر..فيأتي الشرك :بمعنى الكفر , والكفر بمعنى الشرك , وهذا في الغالب الأعمّ..فيستخدم أحدهما مكان الآخر فيقال كفر أو يقال شرك ..ويكون بينهما الخصوص الذي يكون كفرا ولايكون شركا , أو يكون شركا ولايكون كفرا وهذه فواصل دقيقه ولذلك سميناها الأبجديات , ولذلك أنت طالب العلم محتاج لهذه الفروق الدقيقه وان كان قضية الفرق بين الكفر والشرك الأمر أيسر من ذلك
الكفر يأتى في القرآن بمعنى الشرك والشرك يأتى بمعنى الكفر في الغالب الأعمّ
وذك كأن تقرأ قول الله عزوجل في سورة آل عمران : قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثلهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لأولى الأبصار ........."
من الفئة الكافرة :؟ مشركى مكة / وسماهم الله هنا بالكافرين أو قال :وأخرى كافره /فجعل الشرك بمعنى الكفر
 -مثال آخر في سورة المائدة :لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم / واعتقاد ان المسيح بن مريم هو الله هذا "شرك"وسماه الله كفرا
{لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم , وقال المسيح يابنى اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة
ومأواه النار ومالظالمين من أنصار "ثم أردفها " ...لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم"أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه
والله غفور رحيم }
ومثال ثالث:في سورة التوبة . قال الله سبحانه و تعالى :{ وقالت اليهود عزيرٌ بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّا يُؤفكون,اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وماأمروا إلاّ ليعبدوا إلاهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه وتعالى عمّا يشركون"
فالآية مابين الكفر والشرك علي أنّ الكفر بمعنى الشرك الشرك بمعنى الكفر..لا أستطرد في ذكر هذه الأمثال فهي كثيرة في القرآن..لكن أذكر مثالاً أخيراً في سورة البينه :{إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البريّة"
هذا حكم ربّ البريّة حكم من علم فحكم ....فقال إنّ الذين كفروا..ماتصنيفهم؟,فقد صنّفهم : من أهل الكتاب , والمشركين على اختلاف طوائفهم فبدأ القضية الكليّة /
الذين كفروا / من صنوف الذين كفروا :أهل الكتاب , ومن صنوف الذين كفروا المشركين ,حكمهم:في نا جهنم خالدين فيها / ماذا :أولئك هم شر البرية
هذه القضية التي ذكرت دلت علي أنّ الكفر بمعنى الشرك والشرك بمعنى الكفر خلاص..ولكن متى يكون الأمر كُفراً لاشرك فيه أو شركاً لاكفر فيه ,موجود كفرٌ بغير شرك وهو كفر المُلحد فيقال عنه كافر ولايقال عنه مشرك / الملحد الذى يقول لا إله / والحياة مادّة والدّين أفيون الشعوب , المذهب الماركسى المعروف , الماديّة , الوجوديّة اتباع ماركس الملاحده وفلويد,الملاحده  كفّار ليسوا مُشركين , المُرتدّون : كُفّار وليسوا مُشركين ومن المرتدين : البهائيين والماسون والعلمانيون كما سيأتى بيانه في أنواع المرتدين ..ان شاء الله / فهنا كفر بغير شرك : مثاله الملحد والمرتد : كافر وليس مشرك..أين الشرك لديه فهو يقول لا إله , أما المشرك يقول الله ومعه إله , الله ومعه ابن الله ومعه ثاني او ثالث..أما الملحد يقول لا إله فهو ملحد كافر وليس مشركاً الا من لم يؤمن بهذه القاعده واعتبر كل كفر شرك وكل كفر شرك فجعل الملحد والمرتد مشرك كافر / فتسأله عن ذلك ..فيقول لك لأنّه اتّخذ إلهه هواه فلمّا اتخذ إلاهه هواه  ألحد ولما اتّخذ إلهه هواه إرتدّ ,, فإتّخاذه إلاهه هواه يكون شركاً ويكون في ذات الوقت كفراً بإلحاده أو ردّته..لكن نحن نستثنى من ذلك ونقول المُلحد والمُرتدّ كلاهما كافراً ليس مشركاً..
-ومُشركٌ غير كافر:إذا جاءت في الشرك غير المُخرج من الملّه فيُقال مُشرك ولايُقال كافر ودليله

قول
   ربّنا في أواخر سورة يوسف : ومايؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون"
إلاّ وهم  مشركون.."فقال :مايؤمن/فأثبت لهم إيمانا....إلاّ وهم مُشركون:فأثبت لهم شركاً

الشرك العملى الذى لايخرج من المله
أو الشرك الأصغر الذى لايخرج من المله
أو الشرك دون الشرك
فهذا يكون شركاً ولايكون كُفراً وهذا فيما بين الشرك والكفر من عموم وخصوص أو ترادف وتغاير
نواقض الإيمان ما علمتها : كفر وشرك ونفاق وردّة
س.../الكفر أوّلها وأخطرها ؟
لا...الكفر أوّلها ولكن ليس أخطرها - يجب أن نتحرّى الدّقه - لأنّ
الكفر أوّلها والنفاق أخطرها.فانفاق أخطر من اكفر بدلي "إن المنافقين في الدّرك الأسف منالنّار",,آخردرجة
والعقيدة تحتاج إلي دقّة متناهيه , وإلاّ ماكان قول : توكلت علي الله وعليك = شرك
وتوكلت على اله ثمّ عيك = ليس شركاً
نُصلّى علي نبيّ الرّحمة , صّلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أوّل نواقض الإيمان = الكفر , والكفر في لغة العرب مأخوذ من السّتر..فيُقال كفر الحبّة =أي سترها وغطّاها في الأرض
ومنه سُمى الفلاّح : كافراً في اللغة
وذلك مثل قوله تعالى "كمثل غيث أعجب الكُفّار نباته"الكفار هنا بمعنى الزّراع الذين يكفرون الحبّة في الأرض
 ومنه قولهم الليل كافر=لأنّه يستر الأشياء ويُغطّيها بظلامه
فهو لغةً : السّتر...وهو ستر الإيمان وتغطيته
والكُفر كذا في اللغة هو نقيض الإيمان
وهذا المعنى في اللغه مقدمة للمعنى الشرعيّ
فالكفر- لغةً - السّتر : وهو نقيض الإيمان
والكفر شرعاً أو اصطلاحاً :الكفر بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم..وهو أعمّ من أن يُقال : الكفر بمعلوم من الدّين بالضرورة وإذ قلنا هو الكفر بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فيصحّ أن يقال هو الكفر بشيء ممّا جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
حتى تصح علي الشيء الواحد كما تصح على العشرات والآحاد وتصحّ علي الجُزء كما تصح علي الكلّ
فمن كفر بشيء من الدين من كفر بالدين كله  وهو المُسمي إنكار معلوم من الدين بالضرورة
يعنى إنسان عياذاً بالله كفر بالإٍسلام / وبشريعة محمد عليه الصلاة والسلام , وآخر كفر بشيء واحد ممّا جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام , فهو كافر أيضاً , فالكفر هنا يشملهما ,يشمل من كفر بشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو الكفر بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم , هذا تعريفه لغةً واصطلاحاً...هذا الكفر هو في الشّرع على دربين أو نوعين أو قسمين / علي الجملة / كفـــــــرٌ أكبــر مُخرجٌ من الملّة - وكفرٌ أصغر غير مُخرجٍ من الملّة , وكلمة الكفر تشملهما يعنى جاءت هنا كفر وهنا كف وتبقى التفرقة لدقيقه حسب السياق الذى يعقلها العالمون , كفر أكبر مخرج من الملة وكفر أصغر غير مخرج من المله , من أي جئنا بهذا التقسيم ؟
من كتاب الله عزوجلّ ومن سنة النبيّ صّلى الله عليه وسلّم
فأمّا في كتاب الله فإنّك تقرأ مثل قوله تعالى :" لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم..." / "لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة......."
فينطلق أو ينقدح في ذهنك أنّه كفر عقدي وأنّه مخرج من المله وأنّه موجب الخلود في النّار بدليل قوله تعالى في ذات الآية : "إنّه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه النّار وماللظالمين من أنصار..." , ثمّ أنت تقرأ لمة الكفر في مواضع أخرى من القرآن في مثل قوله تعالى :{ لأن شكرتم لأزيدنّكم ولأن كفرتم إنّ عذابى لشديد..}فيقول العلماء هذا كفر النعمه وهو عكس الشكر وهو غير موجب للخروج من المله..فلا يقال هنا الكفر كـ/الكفر الذي ذكر في الآيات السابقه :( إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريّة )كفر عملي يسمّى بكفر النّعمه وإن لم يبدو هذا واضحاً أوّل وهلة طالب العلم الذى يقول لا الكفر يعنى الكفر ,,فأقول له : أن قرأت قول الله عزوجل عن نبي الله سليمان (هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم) هذا سيدنا سليمان , وارد ان نبي من الأنبياء يكفر ..؟(ماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس..."
فإن اختلف في عصمة الأنبياء في الصغائر فلن يختلف عليها في الكبائر وان كانوا من الكبائر قولاً واداً فهم معصومون من الكفر من باب أولى ..
فإذا جاء علي لسان نبينا سليمان: (هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم)
عُلم أنّه ماأراد الكفر باالله , وما أراد كفر الخروج من الملّة وماأراد كفر الإعتقاد
{  وانما أراد كفرالنعمه التي يُضاده شكر النعمه } لذا أردفها بقوله :" ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم"
 كفر مخرج من الملّه أكبر- وكفر غير مخرج من المله أصغر"/  فدلّ هذا في كتاب الله أن الكفر الله ان الكفر ليس على ضربٍ واحٍد بل هو على الأقل علي ضربين   
وكما جاء في كتاب الله عزوجل :فيما ذكرت من أمثه جاء مفصّلاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم :يعنى بصورة أوضح وتقسيم ين حين قال عليه الصلاة وأزكى السلام في حديث ورأيت النار رأيت أكثر أهلها النساء قلنا لما يارسول الله ؟أو : بما - ليس اعتراض بل استفسار
أهو تعصب للرجال لأن الأنبياء رجال ؟>>تعليق الشيخ,, فقال المصطفي صلى الله عليه وسلم : يكفرن ..قيل أيكفرن بالله ؟ قال :  , يكفرن الإحسان ويكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأيت منك شيئاً قالت مارأيت منك خير قط ), وهذا نوع من الكفر وهو ليس كالكفر بالله بدليل كلام النبى صلى الله عليه وسلم
- هذا  تقسيم النبي : جاءت كلمة يكفرن في باب العشير والإحسان والنعمه إضافة الى كفران العمل / كله لايخرج من المله-
ومثله كفران العمل قوله عليه الصلاة والسلام { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر } وماثبت(لم يثبت) أن النبي عليه الصلاة والسلام قام بالحكم على أصحابه حين قتل واحداً آخر , حكم عليه أنه كافر ,لا لم يحدث .. أهو خارج من المله , أهو كحكم المرتد ..؟  لا
وهذا حدث أيام الفتنه حين تقاتل المسلمون وقتل بعضهم بعضاً في الجمل وفي صفين وفيما تلتهما من فتن ومواقع , أيام موقعة النهراوان , قتال سيدنا علي للخوارج,قتال المسلمين للأزارقه الفرقه الثانيه من الخوارج وهكذا هكذا , وقد حكم الله عزوجل في أمر القتل الموصوف في الحديث : أنه كفر= بأنّه إيمان في قوله تعالى ..
"وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصحلوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيء الي أمر الله فإن فاءت فأًصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يُحبّ المُقسطين , إنّما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين إخويْكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون ) 
فحكم لهم بالإيمان مع التقاتل وحكم لهم بالمُآخاة مع التقاتل .....فأوّل الآية وان طائفتان من "المؤمنين "والآية التالية "إنما المؤمنون أخوة.."
فحكم بالأخوة وحكم بالإيمان مع اقتتلوا = دلّ على أن قوله صلى الله عليه وسلم : وقتاله كفر ,ليس الكــفــــر المخرج من المله انما هو كفر عملي ينقص الإيمان ولاينقضه بدليل آية الحجرات , وهذا التقسيم الذي سمعته من القرآن ومن سنة النبي العدنان عليه اصلاة والسلام قد فهمه حبر الأمّة وترجمان القرآن بن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما وذلك حين سؤل في الآيات" ومن لم يحكم بما أنزل فؤلئك هم الكافرون ..وبعدها الظالمون وبعدها الفاسقون..." قال : ليس كـ/من لم يؤمن بالله وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الآخر ثم قال : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه , ثم قال"كـفر دون كــفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .." فقسّـــم : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه أي الكفر الذى يخرج من الملة وليس كمن يكفر بالله واليوم الآخروملائكته وكتبه ورسله الذى هو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله , ولكن جعله في باب  الكفر العملى غير المخرج من المله على تفصيل سبق بيانه فى حينه , في قضية الحاكميـّه عند الكلام عن قضية العمل من مُسمّــى الإيمان أو , لا ,  فقد أخذنا كفر تارك الصلاة و كفر تارك الحكم بما أنزل الله, ولذا سؤل بن عباس رضي الله عنهما عن الحديث : لايُؤمن ..في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه "" أو حديث :والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن .,قيل من يارسول الله :قال من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم "والحديث الآخر : قال لايؤمن من لايأمن جاره بوائقه"
ومثل هذه الأحاديث في السنة كثيرة فيها نفي الإيمان فقيل لابن العباس مامعنى لايؤمن : أيكفر ؟ قال لا ..قيل مامعناها ..قال: لايؤمن.ولكن ليس معناه أنه يكفر
فهنا نفى عنه حقيقة الإيمان أو كمال الإيمان ولم ينفي عنه أصل الإيمان ,فدل على أنه من النواقص لا من الواقض بدليل فهم بن عباس: لايكفر / كما تجد حول هذا المعنى مثل : ليس منا ..وقد جاءت في أكثر من حديث "من غشنا ليس منا " / ليس منا من بات شبعان وجاره جائع"وهكذا معناه نفى كمال الإيمان عنه لا أصل الإيمان لأن فعله هذا معصية وهي من شعب الكفر التى تُضاد شعب الإيمان وتكون من الشعب الثانيه من الكفر الذي ينقص الإيمان ولاينقضه وقد أتينا بهذا التقسيم  من القرآن والسنه وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ,هذا الكفر الذى هو كفران علي الجمله فيه تفصيل فالقسم الأول منه :
الكفر الأول منه : الكفر الأكبر المخرج من المله يتنوع كأن يسمي كفر إعتقاد أو كفر جحود أو كفر تكفير أو كفر ردة أوكفر الإستهزاء.فهو تقسيم من داخل التقسيم الأول
الكفر اعملى فيه تقسيم عملي يخرج من المله وعملى لايخرج من المله
وكما يقال في الكفر يقال في الشرك فتجد في الشرك منه ماهو أكبر ومنه ما هو أصغر... والأكبر منه مخرج من المله والأصغر منه لايخرج من المله ,
علي تفصيل ذكره العلما كقولهم الفرق في الشرك في العبادة والشرك في المخلوق وقولهم ان من الشرك مايسمى بشرك  في النية والقصد والإرادة وشرك الدعاء
وغير ذلك من تقسيمات العلماء , وكذا النفاق وهو علي دربين أكبر وأصغر وتفصيل القول في هذه القضية من بعد هذه المقدمات التى ذكرت هذه الليلة موضوع محاضرتنا المقبله ان شاء الله ..

/////





المحاضرة للشيخ / عمر عبدالعزيز القرشي, بارك الله له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق