الثلاثاء، 10 يوليو 2012

رياضه النّفوس قبل رمضان

بسم الله
اقترب شهر الرّحمات والخيرات ... تتطّلع نُفوس المُؤمنين لنيْل النّفحات الرمضانيّه
ولكن تشحذ الهمم عند بادئة الطّريق ثم تبدأ بعض العزائم تراخى ويُسيطر العَجز والتفريط
فنحتاج أن نشحذ همّتنا لتبقى معنا أكبر وقت ممكن طيلة الشهر ولآخر يوم فيه..
فكما قيل رمضان لايُستغلّ بالدّقائق بل يُستغلّ بالأنفاس
وسنطرح أساليب مُختلفه لنرقى بهممنا نحو سباق الخير فى أجواء رمضانيّه مُفعمه بالرحمه والضّياء
اللهمّ بلّغنا رمضان واجعلنا فيه من السابقين الى الخيرات بإذنك ..آمين

الخميس، 17 مايو 2012

ماهى الصداقه ؟

  ماهى الصداقات الناجحه ؟؟
اين نجد الأخوه ذات الكفاءة وأين نجد طابع الإستمرايرية في هذه العلاقات الإنسانيه ؟؟ كل شيء يرحل , أو يتغير
وتبقي قلوبنا خاويةً على عروشها
مُتصدّعةً أفئدتنا من تلك المحاولات الفاشلة
فى بناء علاقات ناجحه مع أصدقائنا وإخواننا ....
هل توقفنا ذات يوم نتسائل عن السبب ؟ هل الخطء فيهم ؟
أم المُشكله فى داخلنا نحن ؟ هل هُم المقصرون ؟ أم نحن الذين لانتقن صناعة الوفاء؟


فى الحقيقه غالباً صاحب الذنب الأوّل هو - نحن - لأننا وببساطة لم نتأكد من اختياراتنا وربما قد لاتكون اختياراتنا ولكنّنا قبلنا حين اختارونا ولم نرفض ..!!

الأمر يحتاج منّا لتمهّل وتأنّى قبل أن نعلن اشارة القبول لهذه الصداقات أو الرفض لها منذ البداية , ربما أحيانا تسرقنا العواطف الى عوالم مجهولة فنفيق على إثر صدمه

لكن الحقيقه تبقى بيّنه لأصحاب القلوب السليمه فصاحب الفطرة السوية حدسه لايخيب وفراسة المؤمن غالباً لا تخطء , فإذا كان اختيارنا وفقا للمعايير الأخلاقيه والتربوية السليمه التى توافق شرعنا والتزامنا فذلك أوّل الخيط ....

لكن وعند هذه النقطة فقط انزلق الكثير فى سلسله من الترّهات  الكبيره وخرجوا مفلسي الفائدة مقرّحى الأحشاء
والسبب : لازالت هناك معايير أخرى هامّه جداً ,
أنت تصادق إذن اختر من يقاربك , لا يوجد مثلك اثنين ولكن توجد احوال متماثله , توجد قلوب متوائمة , توجد أفكار مترابطة ,
 هنا مُتّسع يحوى تلك القلوب المترابطه برابط أخوى وثيق لاتفتك به الظروف لا تقتل حبائله المتغيرات , فالأصيل يبقى بأصله النقى السليم يتفقدك ان غبت ويبحث عنك ان ابتعدت .,

إننى لا أشير الى علاقة من العشق الوهمى أو الصداقة الخرافيه بل هى شيء عميق يحمل فى الوَجد أعبق المعانى
لسنا مطالبون فى تلك الصداقات الناجحه أن نبقى على تواصل مستمر فإن حدث تواصل فى الخير فذاك غيث وفير , وان لم يحدث فلم تحدث كارثه !!

ان التعلق القلبى الزائف لايليق فى هذا المقام الأخوى الرفيع فإن المحبة لاريب موجوده لكن تعلق الأنفاس بذلك لايصح بل هو مفترق الضياع

نحن فى وقت أصبح كل شيء صادق وسليم نادراً الا من رحم ربّى , وإذا أردنا أن نعود لنستقى من مصادرنا الصحيحه هذه المعانى فلنرجع إلى الكتاب وإلى صحيح السنه وإلى أثر السلف الصالح ثمّ إلى شروحات علماء عصرنا الأجلّاء فى توضيح حدود هذه المسألة حقّ التّآخى وماهى الأخوه والصداقه على وجهها المطلوب والسليم

وأتمنى أن أخطّ شعورى إزاء معانى الأخوه والصداقه لأعاود النظر اليها زماناً بعد زمان لأتأكّد هل فهمت المعنى بشكل صحيح يقاوم أعاصير التغير أم هو الوهم !

إننى أشعر أن الإخوة والصداقه يعنى التناصح وحب الخير لصديقى كحبى الخير لنفسى , وأن روح هذه الصداقه لاينفك عنها الصدق والملاطفه والمودة الحقيقه التى تتجلى فى العطاء الذى لاتحده إلا قواطع تسطو على قدرته فتعجزه
وأن أتعامل مع صديقى بقلب مشفق , محب يؤثر على نفسه وان كان به خصاصه ويبذل من وقته ,
ان غاب عنّى سناه أسامحه وأكمل المسير , لاريب افتقده , لابدّ أنّى له اشتاق ولكنّ شوقى لطلب رضا الرحمن أشد
فلا يوقف مسيرتى غيابه ولا يعطل طريقى رفقته
ـ
الصداقه الحقيقه والحب فى الله لايزيد بوصل لا ينقطع بجفاء
بل يزيد بالطاعة ويذبل بالأوزار

وكما قيل : 
التناصح أصل الاخوة إن فقد تهاوى بناء الاخوة وفقد أثرها، وصارت مجرد مؤانسة ومجاملة

أختم بتلك المقالة الرائعه
 من درر وفوائد الإمام الألباني - رحمه الله -

سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟
الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو الثمن في الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب ...
أحد الحضور : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،... منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي ، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟
أحد الحضور : " أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".
الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب ...
أحد الحضور : قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران 31].

الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..
أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح " ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " .... من ضمنه الذين تحابا في الله.
الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.
أحد الحضور : قال تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).

الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة ، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ....إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر
 (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).


الثلاثاء، 28 فبراير 2012