بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد فيا جماعة المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا درسنا الثالث عشر ان شاء الله تعالى من دروس العقيدة الإسلميه في قسمها الأول أبجديات العقيده حول معنى العقيدة والدين والاسلام والايمان , مع آخر درس لنا كنا نتحدث عن نواقض الإيمان وفرقنا بين النواقض والنواقص
ثم شرعنا نتحدث في النواقض وهي علي الجملة أربعه:الكفر - والشرك - والنفاق- والردّة
ثم شرعنا نتحدث عن الكفر :فلما بدأنا االكلام في تعريفه الكفر في اللغة بمعنى الستر فيقال / كفر الفلاح الحبة في الأرض أي سترها , فسمي بذك كافراً في اللغه : "كمثل غيث يعجب الكفار نباته "وهو نقيض الإيمان أيضا فى اللغه
وقلنا فى الشرع :الكفر بما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو بشيء مماجاء به مما هو معلوم من الدين بالضرورة-
والشرك له معناه وان كان في اللغه بمعنى التعدد / والشرك بمعنى وجود شريك آخر , فيقال شركاء في كذا ..شريك وشريك , والشرك الذى هو بمعنى التعدد في اللغه بمعنى اتخاذ آلهةً أخرى مع الله / أو هو اعتقاد وجود شريك مع الله في ربوبيته أو ألوهيته او الاعتقاد بأن لله كفؤاً أو نظيراً أو مثيلاً ولم أشرع في بيان هذا المعنى بعد ولكن قلت بين الشرك والكفر عموم وخصوص وترد جُل الآيات وفيها الشرك بمعنى الكفر والكفر بمعنى الشرك
ولم يبقى إلاّ إستثناءات يأتى فيها الكفر يخالف معنى الشرك :كمثل كفر الملحدوقالوا كافر ولايقال مشرك ,وكفر المرتد فيقال كافر وليس مشرك أو من كفر بمعلوم من الدين بالضرورة أنكره فهو كافر وليس مشرك وان كان المشرك الذى ليس كافراً الذى وقع في انواع من الشرك لا تخرجه من المله فيقال عنه مشرك ولايقال عنه كافروـ أوضح مثال للإختصار هنا = من أتى شرك أصغر..كقوله تعالى :"ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "فأثبت لهم إيماناً أثبت عليهم شركاً وكقوله صلى الله عليه وسلم :
(اليسير من الرياء شرك) ولايُضادّ الإيمان من كل وجه ومن ثمّ فهو شركاً وليس كُفرا
وقد سبق بيان هذا وتوقف بنا الكلام عند تقسين الكفر علي اجملة عى الجمله الي قسمين : كف اكب - وكفر اصغر وكذا يقال : كفر خرج من المله وكفر غير مخرج من المله كما يقال : كفر اعتقاد وكفر نعمه..وبينّا أنّ هذا التقسيم مأخوذ من القرآن والسنه بفهم سلف الأمه وفي كتاب الله عزوجل :
{ لأن شكرتم لأزيدنّكم ولأن كفرتم إنّ عذابى لشديد..},, قول الله عزوجل عن نبي الله سليمان
(هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم)
جاءت في باب شرك النعمه وعدم الكفر..وكذا الحديث ورأيت النار رأيت أكثر أهلها النساء قلنا لما يارسول الله ؟أو : بما فقال المصطفي صلى الله عليه وسلم : يكفرن ..قيل أيكفرن بالله ؟ قال : , يكفرن الإحسان ويكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأيت منك شيئاً قالت مارأيت منك خير قط )
وهذا اللّون من الكفر الذى هو كفر النعمه على عكس ماجاء في آيات أخر :جاءت في باب الكفر الأكبر كــ/ قوله تعالى:{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية "..وقوله تعالى :صار { لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم , وقال المسيح يابنى اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ومالظالمين من أن "ثم أردفها " ...لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم"أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } وأمثال هذا في اقرآن الكريم ورأينا فهم عباس رضي الله عنهما في
قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل فؤلئك هم الكافرون ..وبعدها الظالمون وبعدها الفاسقون..." قال : ليس كـ/من لم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ثم قال : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه , ثم قال"كـفر دون كــفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .." فقسّـــم : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه أي الكفر الذى يخرج من الملة وليس كمن يكفر بالله واليوم الآخروملائكته وكتبه ورسله الذى هو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله , ولكن جعله في باب الكفر العملى غير المخرج من المله
فدلّ هذا عى أن تقسيمنا الكفر ليس من عندياتنا وليس مبتدعاً وانما هو من الأثبات والفقهاء الصفات الذين نعتهم الله بقوله :(ولو ردوه الي الرسول والي أولى الأمرمنهم لعلمه الذين يستنبطونهمنهم "فإذا شرعنا في الجديد من بعد هذا التلخيص ما سبق بيانه في هذه المحاضرة السابقه نقول الكف الأكبر المخرج من المله مرتبط بالإعتقاد , وإن لم يرتبط بالعمل وله صور وهو تقسيم دون التقسيم امجم , قلنا هوالجمله نوعان أو قسمان لكن تحت هذا التقسيم امجمل نوعان : كفر اتكذيب وكفر الإعراض وكف الإيذاء والإٍتستبا وكفر الشك وكفر النفاق ..أنواع من الشرك الأكبر التى تخرج من المله مذكورة في كتاب اله عزوجل ولها أمثله فلو جئنا هذه النوقض كف الجحود مثلا أو كفر التكذيب ذكر الله عزوج عن قوم فرعون :(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواًّ فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " مع معرفتهم للحقيقه التى وصلت لحد اليقين ..لكنهم جحدوا وـ أنكروا وكذبوا ومثل هذا النوع قاله الله فى مشركى مكّة : (فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "كفر الجحود مأخوذ من مثل هذا ..يجحدون الآيات مع وضوحها وينكرونها مع معرفتهم بها , ولها مثال آخر في الكتاب عن أهل الكتاب : (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وان كثيرا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين "وكتمان الحق : الجحود وهذا الذى يسميه العلماء بكفر الجحود أو التكذيب لون له ومثاله الثانى : كفر الإباء والإستكبار ..إباء - تعدى - تكبر , وقد ذكره الله عزوجل في القرآن االكريم في أكثر من موطن في قصة الصراع بين آدم وابليس "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبى واستكبر وكان من الكافرين .."وفي سورة طه ..(إلا إبليس أبى ..) .." وفي سورة ص."( إلاّ إبليس استكبر وكان من الكافرين .."فجاءت بلفظ أبى في سورة طه ولفظ "استبر في سورة طه , وفي سورة البقرة جمعت بينهما ..(أبى واستكبر.وكان من الكافرين.)ومن هنا أخذ لفظ اإباء والإستكبارعي مابين فظالإباء والإستكبار من عموم وخصوص وترادف وتغاير يعرفه أهل اللغه..كالترادف والتغاير بين الكفر والشرك فقد يأبى الإنسان دون أن يستكبر وقد يأبى مع استكبار فأوضح مثال لهذا النوع من الكفر هو كفر إبليس يعرف الله حقاًّ وماعلم عن إبليس أنّه أشرك بالله بل إعتقد أن الله واحد وخاطب الله عزوجل بصفاته وأقسم بعزته وذاته قائلاً :( فبعزتك لأغوينهم أجمعين .."..وهذا لمن اراد ان يفرق بين الكفر والشرك يجد هذا الكفر من ابليس كفراً ولا يُسميه شركاً وهو مع اعتقاده ان الله واحد وإعتقاده بصفات الله التي انكرها الشيعه وأنكرتها المعتزلة ابليس ليس مؤمنا لإعتقاده وحدانية الله عزوجل أو اعتقاده وايمانه بصفات الله وفى ذات الله وأشياء أخرى يعرفها إبليس ومع ذلك لأنه أبى واستكبر فكان ذلك كفراً أكبر وماعلمت الدنيا كفراً كــ/كفر إبليس -ولايقولنّ قائل ان اعتقاده بوحدانية الله هنا :قد تكون مبرراً في أن يدخل الجنة...(يكون عشم إبليس في الجنه ) كما نقول في المثل المصرى ..أو نجد من يدافع عن إبليس في روايات مسرحيه إبليسية بولسيّة يعتقد فيها أن إبليس مظلوم ومادام إبليس مظلوماً فهذا معناه أنّ الله ظالم :حاشا لله..(كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون إلاّ كذباً ) أدباء كتبوا روايات عن إبليس خرجوا إبليس مظلوم وظل يصرخ مظلوم مظلوم وتنتهى الرواية حول هذا المعنى وهذا وليعاذ بالله من أشنع صور الكفر / فإبليس كافر ولاشك في هذا ومن شك فى كفر إبليس فقد كفر ويكون حينئذ أكفر من إبليس وكفر إبليس كان نتيجة التأبّى / الإباء والإستكبار ..وهذا معناه يوم أن يوجد هذا الصنف من الناس وُجد فيهم التأبى والإستكبار فهم فى هذا صورة من إبليس لأنّ كفر التأبّى أو الإباء والإستكبار ماانحصر في إبليس وانّما هو نموذج يتكرر , ورأيت أنّ إبليس اعتقد وحدانية اله وأقسم بعزة الله ولكن إبائه السجود واستعلائه عن أمر الله كان مُسوّغاً واضحاً ولكن لم يكن هناك غيره لأن يكون إبليس أكفر خلق الله,,أن يستكبر ويأبى وهو متكرر في الناس ولكن من الذى يستبين ومن الذى يقيم الحُجّة ومن الذى يعمل المستكبر من غير المستكبر ..؟الأمور صات سًُدى وهملاً لكن إبليس صار صوراً متكرراً فى المسمين فضلاً عن غيرهم , مادام وجد الإباء والإستكبار فهو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله - مجرد الإباء ولإستكبار- وتكرر هذا الكفر فى حياة الناس , يعنى انتقل من إبليس الى صور أخرى ذكر القرآن طرفاً منها- فرعون- كفر فرعون كفر إباء واستكبار - نعم هو قال : أنا ربكم الأعلى , وقال ماعلمت لكم إلهاً غيرى ..لكن مع الآيات البينه التى جاء بها موسى عليه السلام ولم يستطع فرعون مجاراتها أو يأتى بمثلها جلس مع نفسه ومع ملأه ..أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون " فهذا السر الذى جعل فرعون يرفض الإيمان بموسى وأخيه هارون-لبشرين يقصد: " موسى وهارون -
وقومهما = بنو إسرائيل "فكيف نكون مثل هؤلاء الناس ..."فكذبوهما فكانوا من المهلكين "
صورتان لكفر الإباء الإستكبار في كتاب الله كـ/نماذج , هذا إبليس وهذا فرعون , وفي السنه نماذج أخر من كفر الإباء الإستكبار لو قرأت السيرة أو نظرت في السنه لوجدت لها أمثله على رأسها : كفر أبو جهل الذى كان يعلم صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من أي حقيقه أخرى ولكن الإستكبار الذى كان عليه فرعون هذه الأمه حال بينه وبين الهدايه , على الرغم من أن أبا جهل كان فيه من صفات العربيه ماجعل النبى يرجو أن يُسلم ليكون إسلامه عزاً لهذا الدين ..يوم أن دعا اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ..أو اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين"عمر بن الخطاب وعمر بن هشام المُكنّى بأبى جهل والمُكنّى في قومه بأبى الحكم.."لأن في الوقت الذى وجد فيه من يدعى النبوة مثل مُسيلمة الكذاب ويقول النبي عليه الصلاة والسلام الأمر بينى وبينكم ولكنّ قريشاً قومٌ يعتدون"وأرسل له النبى عليه الصلاة والسلام رسالة يخبره فيها من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتّبع لهدى إنّ الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام .."وأريد أن أقول مُقارنه فهذا مُسيلمه الكذاب يدّعى النبوّة ولكن أبوجهل بما فيه من شهامه لم يدّعى النبوة وأخبره في يوم ما بعض رفقائه أنت تشكّ في صدق محمد ؟ قال : إطلاقاً يمكن أن أشك في أي شيء في الدنيا ولكن لا أشك في صدق محمد ولاأدّعى أنّه كذاب أبداً , قالوا : لما لا تتّبعه إذاً وأنت كبير قومك ؟ الأمر كان بيننا وبين بنى هاشم كانوا يستأثرون بكل شيء , لدرجة بنى هاشم استأثرت مديح القاصى والدّانى وبقية أبطال قريش لايُذكر لها أثر فاكل يمدح بنو هاشم بنو هاشم وذاك عبدالمطلب وذا أبو طالب / السيادة لهم واالرفادة لهم والسقاية لهم ,كل شيء لهم ونحن ليس لنا أثر فلمّا نازعناهم على السيادة..وصار لنا مثل مالهم من السقاية والرفادة قاالوا منّا نبيّ وأنّى لنا بنبي؟؟ والله لانؤمن به أبداً مادام من بنى هاشم ..- ان كان من بنى عدى أو من بنى أميّة أو من أي بيت آخر نؤمن, كفرسي رهان يقولون الآن منّا نبي وأنّى لنا بنبيّ..!! فمثل هذا القول من أبى جهل يدل على أن كفره كان إباءً واستكباراً.. لم يكن تكذيباً ولاسيما وهنا آيات من جنس المعجزات حدثت لأبى جهل لماهمّ أن يؤذي النبي وهو ساجد وأراد أن يمنعه من الصلاة وكيف حالت الملائكة وبين ذلك ..فكفر الإباء والاستكبار مثاله في السنه كفر أبو جهل وأبى جهل له موقف فى السنة يذكر ولاينكررغم أنّه أبو جهل / جاء في كتب السير أنّه فى اليلة التى انعقد فيها المؤتمر في دار الندوة وفكر أهل مكة كيف يتخلصون من محمد عليه الصلاة والسلام ويخشون أن يلحق محمد بهم , فقالوا ماذا نفعل فى أمر محمد ؟منهم أشار بالسجن وأشار بالنفي ورُفض هذا الرأي وذاك وأشار أبو جهل بالقتل وقال السجن نحن لانستطيع أن نسجن محمدا لأنّ أصحابه سيجنوننا فلا نعرف أحداً يُحبّ مُحمّداً كحُبّ أصحاب مُحمّدٍ مُحمّداً صلى الله عليه وسّلم..والنفي لو نفيناه قد علمتم ما لكلامه من عذوبه ومالبيانه من سحر ومالقرآنه من جمال فمن الناس يتبعونه ثمّ يعود إلينا مُحارباً ولا نستطيع حربه لكن لم يبقى الا القتل وأشار أبو جهل الى قتل محمد عليه الصلاة واسلام / قالوا طيّب وشأن بنى هاشم - بحكم العصبية تجعلهم يدافعون عن ابنهم - إذ أنّ كل القبائل في مكة تقاتل محمّداً ونُعطى أربعين سيفاً لأربعين شاباً يضربون مُحمّدا صى الله عليه وسلّم ضربة رجلٍ واحدٍ فيتفرّق دمه في القبائل ولايقدر بنى هاشم على مقالة القبائل جميعها فيرضون بالديّة فنعطيها لهم - إنتهى المُؤتمر على هذا وخرج من حيّز الجانب النظرى الي التنفيذ / وفي الليل وقف الأربعون شاباً حول بيت النبي عيه الصلاة والسلام ينتظرون خروجه إلى صلاة الفجر فينقضون عليه كرجل واحد فيقتلونه أبو جهل صاحب الفكرة يتابع تنفيذها فركب الفرس وان مثل الدورية الراصدة ليتابع الأحداث وتتخيّل معى أبو جه ماسك الفرس وقد وقف عند بيت محمد ليحدث الشباب ويطمأن عن الخطّة ...
حتّى قال أحدهم : ياأبا الحَكم ..قال : ماالك؟؟ بدلاً من أن نبقى طول الليل حول بيت محمد كأنّنا نحرسه لو أمرتنا فدخلنا عليه وهو فى فراشه فننقضّ عليه كما أمرتنا أما كان أولى من أن نبقى ننتظره طيلة الليل نحرس محمد حتى يخرج إلينا الفجر ؟ قال :لا , لايتحدث العرب أنّ أبا الحكم روّع بنات محمّدٍ بليل.!!! وقد ضربة لك ذاك المثل حتى تعلم أنّ أبا جهل كان فيه من الشهامة والمروءة مايفتقدها كثير من المسلمين الآن..وهى مواقف تُذكر ولو لفرعون الأمة .."لأنّ الله قال :( ولايجرمنّكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا ..." وإن قمت بفعل مُقارنات بين موقف أبى جهل هذا وبين مواقف أناس مع جيرانهم ومواقف و مواقف ستقول : رحمك الله ياأبى جهل بدلاً من أن تقول الله يلعنه- مع إنّ الرحمة لاتجوز عليه - لكن فقط لـ/ تتخيّل معى ماأريد أن أقوله ولايمكن أن أقوله --- فكفر أبى جهل كفر إباء واستكبار , لما صرنا مع بنى هاشم كفرسي رهان قالوا منا نبي وأنّى لنا بنبيّ ...؟؟ومنه كُفر صناديد قريش , الملأ فى قريش ..ذهبوا للنبي عليه الصلاة والسلام فقالوا أتريد أن نؤمن يامحمد فقال نعم : أمنيتى أن تسلموا..أفعل أي شيء مقابل اسلامكم , فقالوا تطرد عنا أصحابك , فإن الناس من عُلية القوم كـ/أبى الحكم وعتبه وبن الوليد وشيبه وغيرهم من كبار مكه الذين تعرف ثقلهم ووزنهم أسوف يجلسون مع بلال وصهيب الرومى وفقراء مكه ..!!!فاطرد عنّا الفقراء نفكّر فى أن نؤمن بك أو نتبع دينك..,
فكان الرّسول فى تفكيره فى هذا الشّأن فنزلت آيات القرآن ...
"ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ماعيك من حسابهم من شيء ومامن حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين"
وكذلك فتّنا بعضهم ببعض يقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم"
أنت من تبدأهم بالسلام وليس هم / تُعوضهم عن التفكير الذى شرعت تفكر فيه..اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين..
ومن كفر اإباء والإستكبار ماكان من أبى طالب عمّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم والذى عرف نبوّة محمد قبل غيره / فقد كان النبي فى صباه وكان غلاماً يافعاً وسافر مع عمه فى رحلة إلى الشام ..مرّ ببحير الرّاهب ولأنّه طفل أو غلام صغير لايدخ مع الكبار فتُرك محمد مع المتاع وجلس يستظلّ تحت الشجرة , فدخل كبار القوم إلى الراهب فقال لهم ما تركتم أحد ..؟ قالوا : لا / قال لهم لكنّى أرى أحدهم تحت الشجرة /فأجابوه هذا غلام صغير تركتناه عند المتاع والدواب ..فقال : لا يجب أ تُحضروه , ماهذا منك ياأبا طالب؟ فأجابه أبو طالب هذا ابنى ..فقال لا ...لاينبغى لهذا أن يكون له أب لابد ان يكون يتيماً..!!!
قال نعم هذا بن أخى وهو في بطن أمه وأنا عمّه فى منزلة أبيه ولذا قلت لك أنه ابنى / قال : نعم ,,فهذا يتيم /ياأبا طالب : مايجلس تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ , يا أبا طالب عُد بإبن أخيـــــــــــــــــك واخشى عليه يهوداً فلو رأته معك لقتلوه , فإنّه نبي آخر الزّمان صى الله عليه وسلم , كان هذا في وقت مايفكر أحد فى أمر النبوّة ولا مُحمّد صى الله عليه وسلّم نفسه.!!!الذى قال له الله : وماكنت ترجو أن يلقى ‘إليك الكتاب إلاّ رحمة من ربك "وقال له .."وماكنت تدرى مالكتاب ولا الإيمان .."
حتى بلغ سن الأربعين خالى الذهن تماماً / أبو طالب كان يعلم أن بن أخيه له شأن حتى بُعث عليه الصلاة والسلام وكان أبو طالب من أشد المدافعين عن النبي عليه الصلاة والسلام,,/ولم يؤذي عليه الصلاة والسلام في حياته عمــّه إلا ماندُر ومااشتد الإيذاء الا بعد وفاة أبو طالب وخديجه رضي الله عنها , فأبو طالب : يمثل حماية خارجيه وخديجة تمثل الحماية الداخليه..حتى إنّ الله واساهـُ فى هذا العام برحلة الإسراء والمعراج حفاوةً من الملأ الأعلى بدلاً من إيذاء أهل الأرض جفاوتهم / أبو طالب كان يعلم صدق النبي عليه الصلاة والسلام ..ورُوي فى السير : ما قومه عرضوا عليه ياأبا طالب اكفنا بن أخيك واعرض عليه أي شيء فعرض عليه ماعرضه من قبل : بن الوليد , وقلت (رُوي) صيغه / للتضعيف لأن ضعفها الشيخ الألبانى في تحقيقه للسيرة على أنه عليه الصلاة والسلام لما عرض عليه عمّه كذا وكذا / قال يابن أخى لاتحملنى مالا أطيق ولاتحمل نفسك مااتطيق يعرض عليهأموراً , قال : ياعمّ والله لو أن الشمس وضعت فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه , فقال : انطلق إلى دعوتك يابن أخى فوالله لاينالك أذى طالما أنا حي ,وثبت أنّ أبا طالب أنشد شعراً يقول فيه : قد علمت أن دين محمداً من خير أديان البرية دينا , فولا حذارى ملامة أو مسبّة لوجدتنى سمحاً بذاك مُبيناً , لكنّه مات كافراً / لماذا؟ إباءً واستكباراً فالحقيقة واضحة أمامه كوضوح الشمس فى جلاء النّهار, حتى وصل الى اللحظات الأخيرة فى حياته واقتربت منه سكرات الموت وكان محمداً عنده : فقال : ياعمّ قل لا إله إلاّ الله كلمةً أحاجّ لك بها عند الله..وهذا نصّ الحديث../في الصحيح عن بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله , كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملةُ عبد المطلب ؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله عز وجل { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}
وأنزل الله في أبي طالب { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين }
......
- ستقول أنّ ابراهيم استغفر لأبيه , أجيبك بقوله تعالى :
( وما كان استغفار ابراهيم أبيه إلاّ عن موعدةٍ وعدها إيّاها فلمّا تبيّن له أنّه عدواًّ لله ,ان إبراهيم لأوّاهٌ حليم"..خلاص آيات واضحه ورغم هذا الوضوح نجد فى دين الشيعه
أبو طالب قمة الإيمان لماذا لأن أبا طالب هو أبا عليّ /علي بن أبو طالب / وعلي هو أول الأئمة فى دين الشيعه لايمكن أن يكون الإمام من نسلٍ كافر"فعلي عندهم أول امام من الأئمة الاثنى عشر "ذلك
فالشيعه تؤم ان أبا طالب مؤمن امل اإيمان ومن شّ في ايمان ابي طالب عندهم فهو كافر الكفر الذى يخرج من المله علي عكس ماعندنا
والاعجب من هذا ان تجد فى المتصوّفه من يدّعون هذا الادّعاء ويزعمون هذا الزعم , طرق صوفيه كبيرة في البلد تؤمن بإيمان عبدالمطب وانه مات مؤمنا وقد قرأت عنواناً على مجلّة مكتوب عليها بالخطّ العريض - اللهم صلّ على سيدنا أبى طالب عمّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام - ورجل من الوعّاظ الصوفيين سمعته بنفسى فى جنبات الأزهر فيعطى درساً وأنا أدرس للطلبه وهو فى مجلس عند النساء جالس يقول لهم : أبى طالب أي نعم قال له الرسول قل لا اله الا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله - فمات ولم يقها فضجّت ملائكة االسّماء - قالوا لا / عمّ النبي لايموت كافراً - قال لهم الله : اذاً ماذا تريدون / قالوا ان لايموت عم النبي كافراً ..!! فـأمر الله ملك الموت بأن يعيد روح أبا طالب مرةً أخرى فأعاد ملك الموت روحه ...والقوم ليسوا عنده فقال :أشهد ان لا اله الاالله وان محمداً رسول الله ومات على ذلك - لذا هو مات مؤمناً..!!!
ماهــــــــــــــــــــــذا؟؟؟ لذلك مقارنات عجيبه ذلك عند الشيعه وهذا عند الصوفية ..سبحان اله العظيم لااااااااا أبا طالب قد مات كافراً من جنس كفر الإباء والاستكبار عى شاكلة كفر أبى جهلٍ وكفر صناديد مكه وكفر فرعون وكفرإبليس فكل هؤلاء يشتركون فى لونٍ من الكفر اسمه - كفر الإباء واإستكبار- أي من بعد كفر اجحود
النوع الثالث - ولازلنا في القسم الأول - اسمه كفر الإعراض
وكفر الإعراض من أعرض عن سماع الحق - لم يظهر استكباراً ولا أظهر قبولاً ولكن هو من باديء الأمر أعرض عن سماع الحقّ / فإعراضه هذا سمّاه القرآن كُفراً ..
وكفر الإعراض كمن أعرض عن الرسول عليه الصلاة والسلام إذْ قيل له هناك نبي ظهر فى مكه ,, تعالى واسمه فقال لا / فقيل له أتكذبه ؟ قال : لا انا لااكذبه ولاأصدقه انا لن أسمعه أصلاً...فهو لأنّه لم يكذبه فلايندرج تحت كفر التكذيب وهو لأنّه لم يسمع ويستكبر فلا يندرج تحت كفر الإستكبار ولكن هذا أعرض عن الحقّ أصلاً ..!!
بدون تكذيب أو سماع أعرض فلم يسمع من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يُصدقه ولم يُكذبه ولم يُواليه أصلاً بل كل مافى الأمر أنّه أعرض عن هذه المله خشية قومه أو خشية على أي شيء آخر - حياته / منصبه / تجارته /يخاف على أي عرض من أعراض الدنيا - فهذا يُسمى كفر اعراض (توّلى وأعرض) كذب بآيات الله دون أن يتبين ولم يأتهم تأويلهم , وهذا بقرائتك في السيرة والسنه تجد له نماذج كثيرة دون ذكر أسماء / أهل مكه ان لهم دور في الدعاية ضد الاسلام ومكه من البلاد المفتوحه للسفر لها بخلاف قوافل التجاره (رحلة الشتاء والصيف ) وقد كان فى الجاهليه حج واعتمار وزادت مكانتها لمّا أراد ابرهه هدم الكعبه
وهذا دعى قريش أن تُؤلف أمور وتستغل الموقف لتفرض على الناس أمور معينه ماأنزل الله بها من سلطان ...كأن يفرضوا على الناس شراء ثياب جديده من عندهم حتى لايطوفون بالبيت بثياب قد عصوا الله فيها / فطاف الناس بالبيت عرايا والحجه لانطوف بالبيت بثياب نعصى الله فيها // وكان لديهم مع هذا شي من الشهامه فكان الرجال يطوفون عرايا فى وضح النهار والنساء فى عتمات الليل يطفنَ حول الكعبة عرايا ...
(واذا فعوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إنّ الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالاتعلمون قل أمر ربى بالقسط فأقيموا وجوهكم عند كل مسجد
وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون, فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة انّهم اتّخذوا الشياطين من دون اله ويحسبون أنّهم مُهتدون , يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد...) /الآيات
هذه السياده لقريش جعلتهم بعد بعثة النبي محمد فى موقف ايحسدون عليه لذلك لطالما كانوا يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام / لذلك اوا يقولونلنبي عليه الصاة والسلام :
{ لقد جئتنا بأمرٍ عبت فيه آبائنا وسفّهت فيه أحلامنا وفرّقت به جماعتنا }
يعنى بلغتنا أنت مرّغت أنوفونا فى التراب وقد كُنّا هنا وهناك وصرت أنت الآمر النّاهى فأمام هذه الهواجس عند قريش قالوا يجب أي أحد داخل مكه ليحجّ أو يعتمر لايعرف طريقاً الى محمداً عليه الصلاة والسلام وأوقفوا أناساً عند مداخل مكه ومعهم كرفس -قطن - ينبهون من يدخلها - فيقولون لمن يدخل انتبه هناك وباء خطير لدينا اسمه محمد ساحر مكه العظيم ومن يقترب منه يجيء له الوباء وايّاك ان تقترب منه او تسمع له ونحن نخشى عليك ونشفق عليك فخذ معك هذا القطن لتضعه فى أذنك حتى لايتسرب لك هذا الوباء ...فيقول الرجل / ألهذا الحدّ؟؟ فيقولون نعم ...فلم يكن لأحد أن يدخل مكّه أن يتجرّأ بعد هذه الدّعايه أن يسمع النبيّ عليه الصلاة والسلام سول احدهم فى مكه أعرض عنه خشية أن يصيبه من تلك الخزعبلات..وهذا الذى قاله الله عزوجل فى قرآنه ..
{وهم ينهون عنه وينئون عنه وان يهلكون الا انفسهم ومايشعرون}
لم يكتفوا بنهي انفسهم عن دعوته واتباعه بل ايضاً ينهون الناس عنه
وكان هذا نوع من كفر الاعراض وقد حدث من كثير من الناس
(قل ياايها الناس انى رسول الله اليكم جميـــعاً) فكان ينتظر الوقت الذى يأتى فيه الناس لمواسم الحج فيخرج اليهم ليلاً ويأخذه معه عمّه أبو العباس - رغم انّه لم يكن قد أسلم بعد- ماأسلم إلاّ بعد بدْر - ولكن بحكم العصبية لابن أخيه حينها كان يخرج معه كالحارس ...وكانت تأتى الفرصهلنبي عليه الصلاة والسلام لمعتقد فاسد عند قريش نحن حماة احرم نحج فى لحرم ولانخرج خارجه أمّا غيرنا من الناس يذهبوا للحلّ لمناسك الحجّ لمنا وعرفه وغيره / لذا قال الله عزوجل :(ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس)..فكان النبي صلى اله عليه وسلم يتّخذها مَخرجاً له ليدعوا النّاس فى هذه الأماكن التى تتمنّع قريش المجيء لها ..فلما يذهب النبي عليه الصلاة والسلام ومعه أبا بكر رضى الله عنه فيقول هذا محمد بن عبدالله / ومعهشيئاص يريد أن يسمعكم ايّاه ممكن تسمعوا له ؟فيقوم كل أحد منهم بوضع القطن فى أذنه ويعرض ويقول أبا بكر أنت تعلم مكانتك لدينا لكن لايمن أن نسمع لمحمد ونُسم أنفسنا لوباء / فكا هذا حال القبائل عدا عن قبيلتين قبلتا السّمع : هما الأوس والخرج ,,
حين قالوا لأبا بكر / ممكن نسمع له...- ودعاية قريش هذه المرّة لم تفلح لأنّ دعاية المدينه كانت أقوى منها فاليهود فى المدينه منذ أن تقووّا وضعفت قوة الأوس والخزرج بسبب الحروب التى افتعلها اليهود صاروا يقولون للأوس والخزرج --- يُوشك ان يبعث فينا نبي آخر الزمان نُؤمن به ونقاتلكم معه قتل عادٍ وإرم ..الدعاية اليهوديه كانت أقوى من الدعاية القريشيّة جعلت قبيلتي الـأوس والخزرج تسمع لدعوة النبي عرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن :فراحوا يتناجون فيما بينهم وقالوا والله انّه النبي الذى حدثتنا عنه يهود ولاتسبقنّكم يهود إليه ولأن سبقتكم إليه يهود ليقتنّكم قتل عادٍ وإرم كما زعمت..فكانت الدعاية اليهودية سبباً فى إسلام من أسلم من الأوس والخزرج ..وكانت بيعة العقبة لأولى وفيها أحد عشر رجلاً وبيعة العقبة الثانيه وفيها سبعون رجلاً وامرأتان والشاهد من كل هذا / أنّ كفر الإعراض هذه صورته من أبى أن يسمع من محمد عليه الصلاة والسلام ودون أن يكذب أو يستكبر ولكنّه اعرض واعراضه هذا كفر أكبر مخرج من المله وكل من سمع عن الاسلام وعن النبي عليه الصلاة والسلام وأبى أن ينقاد لهذا الحقّ أو ان ينظر فيه أو ان يتعرف على مافيه من حقّ او غير ذلك فشأنه كما قال عليه الصلاة والسلام فى حال أهل الكتاب من بعد بعثته صلى الله عليه وسلم / والذى نفس محمد بيده لايسمع أحد بى من هذه الأمه - أي أمة الدعوه - يهوديٌ ولانصرانيٌ ثمّ يموت يوم يموت ولم يؤمن بى وبماارسلت به إلاّ كان من أهل النار - فمادام يسمع وأعرض فهذا هو الكفر الأكبر عياذاً بالله المخرج من الملّه
***************
النوع الرابع / كفر الشكّ لاييجزم بصدق النبي ولابكذبه بل يشكّ فى أمره وهذا الشك لايستمر طويلاً الاّ اذا الزم نفسه الإعراض عن النّظر فى الآيات وصدق الرسول جملةً فهنا يتحوّل الى كفر الإعراض..وامّا ان يلتفت إلى مافى الرساله الجديده والى القرآن والى كلام النبى محمد عليه الصلاة والسلام وينظر فيه ويتأمل
وهنا لايبقى مع النّظر والتّأمل شكّ لأنّ مع لنظر والتّأمل الامر يستلزم الصدق والاتباع..فإذا صدق واتبع كان مؤمناً واذا كّب كان كافراً
كفر الشك لايستمر شكاًّ فإمّا أن يصل بصاحبه الى التكذيب بعد النظر فى الآيات وإمّا ان يصل به الى التصديق والاتباع فيكون مؤمناً ,,وهذا هو النّوع الرّابع من الكفر
والخامس هو كفر النّفاق : وكفر النفاق هنا أن يظهر النفاق بلسانه دون ان ينعقد عليه قلبه , وهذا هو النفاق الأكبر وسيأتى عليه شيء من التفصيل ان شاء الله تعالى
فهذه خمس أنواع تندرج تحت الكفر الأكبر المخرج من الملّه-- (نماذها كفر التكذيب والاستكبار والاعراض وكفر الشك وكفر النفاق)
وأمّا القسم الثّانى من الكفر / فهو كفر عمليّ , أي من بعد كفر الاعتقاد (كفر العمل )
وكفر العمل منه مايخرج من الملّة ومنه مالايخرج من المله
- ومثال مايخرج من المله كمثل من سبّ نبياً أو قتله أو استهان بمصحف أو مزّقه أو سبّ الدّين - يقصد الشريعة المطهرة- أو سجد صنمٍ أو نحوه
فكلّها أعمال ولكن أجمعت كلمة علماء الاسلام انه كفر مخرج من المله حتى وان كان يرتبط بالعمل ولادخل له فى الاعتقاد
وهناك كفر عملي لايخرج من الملة دون ذلك سيأتى بيان هذه الصنوف من الكفر وبيان شعبها التى هى شعب الكفر التى تُضادّ شعب الإيمان
وتقسيم الشرك الى اكبر واصغر والكلام بعد عن النّفاق وعن الردّة ومظاهرها كُلٍ يأتى فى حينه
وصلّى اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلّم ,
ثم شرعنا نتحدث في النواقض وهي علي الجملة أربعه:الكفر - والشرك - والنفاق- والردّة
ثم شرعنا نتحدث عن الكفر :فلما بدأنا االكلام في تعريفه الكفر في اللغة بمعنى الستر فيقال / كفر الفلاح الحبة في الأرض أي سترها , فسمي بذك كافراً في اللغه : "كمثل غيث يعجب الكفار نباته "وهو نقيض الإيمان أيضا فى اللغه
وقلنا فى الشرع :الكفر بما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو بشيء مماجاء به مما هو معلوم من الدين بالضرورة-
والشرك له معناه وان كان في اللغه بمعنى التعدد / والشرك بمعنى وجود شريك آخر , فيقال شركاء في كذا ..شريك وشريك , والشرك الذى هو بمعنى التعدد في اللغه بمعنى اتخاذ آلهةً أخرى مع الله / أو هو اعتقاد وجود شريك مع الله في ربوبيته أو ألوهيته او الاعتقاد بأن لله كفؤاً أو نظيراً أو مثيلاً ولم أشرع في بيان هذا المعنى بعد ولكن قلت بين الشرك والكفر عموم وخصوص وترد جُل الآيات وفيها الشرك بمعنى الكفر والكفر بمعنى الشرك
ولم يبقى إلاّ إستثناءات يأتى فيها الكفر يخالف معنى الشرك :كمثل كفر الملحدوقالوا كافر ولايقال مشرك ,وكفر المرتد فيقال كافر وليس مشرك أو من كفر بمعلوم من الدين بالضرورة أنكره فهو كافر وليس مشرك وان كان المشرك الذى ليس كافراً الذى وقع في انواع من الشرك لا تخرجه من المله فيقال عنه مشرك ولايقال عنه كافروـ أوضح مثال للإختصار هنا = من أتى شرك أصغر..كقوله تعالى :"ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "فأثبت لهم إيماناً أثبت عليهم شركاً وكقوله صلى الله عليه وسلم :
(اليسير من الرياء شرك) ولايُضادّ الإيمان من كل وجه ومن ثمّ فهو شركاً وليس كُفرا
وقد سبق بيان هذا وتوقف بنا الكلام عند تقسين الكفر علي اجملة عى الجمله الي قسمين : كف اكب - وكفر اصغر وكذا يقال : كفر خرج من المله وكفر غير مخرج من المله كما يقال : كفر اعتقاد وكفر نعمه..وبينّا أنّ هذا التقسيم مأخوذ من القرآن والسنه بفهم سلف الأمه وفي كتاب الله عزوجل :
{ لأن شكرتم لأزيدنّكم ولأن كفرتم إنّ عذابى لشديد..},, قول الله عزوجل عن نبي الله سليمان
(هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم)
جاءت في باب شرك النعمه وعدم الكفر..وكذا الحديث ورأيت النار رأيت أكثر أهلها النساء قلنا لما يارسول الله ؟أو : بما فقال المصطفي صلى الله عليه وسلم : يكفرن ..قيل أيكفرن بالله ؟ قال : , يكفرن الإحسان ويكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأيت منك شيئاً قالت مارأيت منك خير قط )
وهذا اللّون من الكفر الذى هو كفر النعمه على عكس ماجاء في آيات أخر :جاءت في باب الكفر الأكبر كــ/ قوله تعالى:{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية "..وقوله تعالى :صار { لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم , وقال المسيح يابنى اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ومالظالمين من أن "ثم أردفها " ...لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم"أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } وأمثال هذا في اقرآن الكريم ورأينا فهم عباس رضي الله عنهما في
قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل فؤلئك هم الكافرون ..وبعدها الظالمون وبعدها الفاسقون..." قال : ليس كـ/من لم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ثم قال : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه , ثم قال"كـفر دون كــفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .." فقسّـــم : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه أي الكفر الذى يخرج من الملة وليس كمن يكفر بالله واليوم الآخروملائكته وكتبه ورسله الذى هو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله , ولكن جعله في باب الكفر العملى غير المخرج من المله
فدلّ هذا عى أن تقسيمنا الكفر ليس من عندياتنا وليس مبتدعاً وانما هو من الأثبات والفقهاء الصفات الذين نعتهم الله بقوله :(ولو ردوه الي الرسول والي أولى الأمرمنهم لعلمه الذين يستنبطونهمنهم "فإذا شرعنا في الجديد من بعد هذا التلخيص ما سبق بيانه في هذه المحاضرة السابقه نقول الكف الأكبر المخرج من المله مرتبط بالإعتقاد , وإن لم يرتبط بالعمل وله صور وهو تقسيم دون التقسيم امجم , قلنا هوالجمله نوعان أو قسمان لكن تحت هذا التقسيم امجمل نوعان : كفر اتكذيب وكفر الإعراض وكف الإيذاء والإٍتستبا وكفر الشك وكفر النفاق ..أنواع من الشرك الأكبر التى تخرج من المله مذكورة في كتاب اله عزوجل ولها أمثله فلو جئنا هذه النوقض كف الجحود مثلا أو كفر التكذيب ذكر الله عزوج عن قوم فرعون :(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواًّ فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " مع معرفتهم للحقيقه التى وصلت لحد اليقين ..لكنهم جحدوا وـ أنكروا وكذبوا ومثل هذا النوع قاله الله فى مشركى مكّة : (فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "كفر الجحود مأخوذ من مثل هذا ..يجحدون الآيات مع وضوحها وينكرونها مع معرفتهم بها , ولها مثال آخر في الكتاب عن أهل الكتاب : (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وان كثيرا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين "وكتمان الحق : الجحود وهذا الذى يسميه العلماء بكفر الجحود أو التكذيب لون له ومثاله الثانى : كفر الإباء والإستكبار ..إباء - تعدى - تكبر , وقد ذكره الله عزوجل في القرآن االكريم في أكثر من موطن في قصة الصراع بين آدم وابليس "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبى واستكبر وكان من الكافرين .."وفي سورة طه ..(إلا إبليس أبى ..) .." وفي سورة ص."( إلاّ إبليس استكبر وكان من الكافرين .."فجاءت بلفظ أبى في سورة طه ولفظ "استبر في سورة طه , وفي سورة البقرة جمعت بينهما ..(أبى واستكبر.وكان من الكافرين.)ومن هنا أخذ لفظ اإباء والإستكبارعي مابين فظالإباء والإستكبار من عموم وخصوص وترادف وتغاير يعرفه أهل اللغه..كالترادف والتغاير بين الكفر والشرك فقد يأبى الإنسان دون أن يستكبر وقد يأبى مع استكبار فأوضح مثال لهذا النوع من الكفر هو كفر إبليس يعرف الله حقاًّ وماعلم عن إبليس أنّه أشرك بالله بل إعتقد أن الله واحد وخاطب الله عزوجل بصفاته وأقسم بعزته وذاته قائلاً :( فبعزتك لأغوينهم أجمعين .."..وهذا لمن اراد ان يفرق بين الكفر والشرك يجد هذا الكفر من ابليس كفراً ولا يُسميه شركاً وهو مع اعتقاده ان الله واحد وإعتقاده بصفات الله التي انكرها الشيعه وأنكرتها المعتزلة ابليس ليس مؤمنا لإعتقاده وحدانية الله عزوجل أو اعتقاده وايمانه بصفات الله وفى ذات الله وأشياء أخرى يعرفها إبليس ومع ذلك لأنه أبى واستكبر فكان ذلك كفراً أكبر وماعلمت الدنيا كفراً كــ/كفر إبليس -ولايقولنّ قائل ان اعتقاده بوحدانية الله هنا :قد تكون مبرراً في أن يدخل الجنة...(يكون عشم إبليس في الجنه ) كما نقول في المثل المصرى ..أو نجد من يدافع عن إبليس في روايات مسرحيه إبليسية بولسيّة يعتقد فيها أن إبليس مظلوم ومادام إبليس مظلوماً فهذا معناه أنّ الله ظالم :حاشا لله..(كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون إلاّ كذباً ) أدباء كتبوا روايات عن إبليس خرجوا إبليس مظلوم وظل يصرخ مظلوم مظلوم وتنتهى الرواية حول هذا المعنى وهذا وليعاذ بالله من أشنع صور الكفر / فإبليس كافر ولاشك في هذا ومن شك فى كفر إبليس فقد كفر ويكون حينئذ أكفر من إبليس وكفر إبليس كان نتيجة التأبّى / الإباء والإستكبار ..وهذا معناه يوم أن يوجد هذا الصنف من الناس وُجد فيهم التأبى والإستكبار فهم فى هذا صورة من إبليس لأنّ كفر التأبّى أو الإباء والإستكبار ماانحصر في إبليس وانّما هو نموذج يتكرر , ورأيت أنّ إبليس اعتقد وحدانية اله وأقسم بعزة الله ولكن إبائه السجود واستعلائه عن أمر الله كان مُسوّغاً واضحاً ولكن لم يكن هناك غيره لأن يكون إبليس أكفر خلق الله,,أن يستكبر ويأبى وهو متكرر في الناس ولكن من الذى يستبين ومن الذى يقيم الحُجّة ومن الذى يعمل المستكبر من غير المستكبر ..؟الأمور صات سًُدى وهملاً لكن إبليس صار صوراً متكرراً فى المسمين فضلاً عن غيرهم , مادام وجد الإباء والإستكبار فهو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله - مجرد الإباء ولإستكبار- وتكرر هذا الكفر فى حياة الناس , يعنى انتقل من إبليس الى صور أخرى ذكر القرآن طرفاً منها- فرعون- كفر فرعون كفر إباء واستكبار - نعم هو قال : أنا ربكم الأعلى , وقال ماعلمت لكم إلهاً غيرى ..لكن مع الآيات البينه التى جاء بها موسى عليه السلام ولم يستطع فرعون مجاراتها أو يأتى بمثلها جلس مع نفسه ومع ملأه ..أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون " فهذا السر الذى جعل فرعون يرفض الإيمان بموسى وأخيه هارون-لبشرين يقصد: " موسى وهارون -
وقومهما = بنو إسرائيل "فكيف نكون مثل هؤلاء الناس ..."فكذبوهما فكانوا من المهلكين "
صورتان لكفر الإباء الإستكبار في كتاب الله كـ/نماذج , هذا إبليس وهذا فرعون , وفي السنه نماذج أخر من كفر الإباء الإستكبار لو قرأت السيرة أو نظرت في السنه لوجدت لها أمثله على رأسها : كفر أبو جهل الذى كان يعلم صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من أي حقيقه أخرى ولكن الإستكبار الذى كان عليه فرعون هذه الأمه حال بينه وبين الهدايه , على الرغم من أن أبا جهل كان فيه من صفات العربيه ماجعل النبى يرجو أن يُسلم ليكون إسلامه عزاً لهذا الدين ..يوم أن دعا اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ..أو اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين"عمر بن الخطاب وعمر بن هشام المُكنّى بأبى جهل والمُكنّى في قومه بأبى الحكم.."لأن في الوقت الذى وجد فيه من يدعى النبوة مثل مُسيلمة الكذاب ويقول النبي عليه الصلاة والسلام الأمر بينى وبينكم ولكنّ قريشاً قومٌ يعتدون"وأرسل له النبى عليه الصلاة والسلام رسالة يخبره فيها من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتّبع لهدى إنّ الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام .."وأريد أن أقول مُقارنه فهذا مُسيلمه الكذاب يدّعى النبوّة ولكن أبوجهل بما فيه من شهامه لم يدّعى النبوة وأخبره في يوم ما بعض رفقائه أنت تشكّ في صدق محمد ؟ قال : إطلاقاً يمكن أن أشك في أي شيء في الدنيا ولكن لا أشك في صدق محمد ولاأدّعى أنّه كذاب أبداً , قالوا : لما لا تتّبعه إذاً وأنت كبير قومك ؟ الأمر كان بيننا وبين بنى هاشم كانوا يستأثرون بكل شيء , لدرجة بنى هاشم استأثرت مديح القاصى والدّانى وبقية أبطال قريش لايُذكر لها أثر فاكل يمدح بنو هاشم بنو هاشم وذاك عبدالمطلب وذا أبو طالب / السيادة لهم واالرفادة لهم والسقاية لهم ,كل شيء لهم ونحن ليس لنا أثر فلمّا نازعناهم على السيادة..وصار لنا مثل مالهم من السقاية والرفادة قاالوا منّا نبيّ وأنّى لنا بنبي؟؟ والله لانؤمن به أبداً مادام من بنى هاشم ..- ان كان من بنى عدى أو من بنى أميّة أو من أي بيت آخر نؤمن, كفرسي رهان يقولون الآن منّا نبي وأنّى لنا بنبيّ..!! فمثل هذا القول من أبى جهل يدل على أن كفره كان إباءً واستكباراً.. لم يكن تكذيباً ولاسيما وهنا آيات من جنس المعجزات حدثت لأبى جهل لماهمّ أن يؤذي النبي وهو ساجد وأراد أن يمنعه من الصلاة وكيف حالت الملائكة وبين ذلك ..فكفر الإباء والاستكبار مثاله في السنه كفر أبو جهل وأبى جهل له موقف فى السنة يذكر ولاينكررغم أنّه أبو جهل / جاء في كتب السير أنّه فى اليلة التى انعقد فيها المؤتمر في دار الندوة وفكر أهل مكة كيف يتخلصون من محمد عليه الصلاة والسلام ويخشون أن يلحق محمد بهم , فقالوا ماذا نفعل فى أمر محمد ؟منهم أشار بالسجن وأشار بالنفي ورُفض هذا الرأي وذاك وأشار أبو جهل بالقتل وقال السجن نحن لانستطيع أن نسجن محمدا لأنّ أصحابه سيجنوننا فلا نعرف أحداً يُحبّ مُحمّداً كحُبّ أصحاب مُحمّدٍ مُحمّداً صلى الله عليه وسّلم..والنفي لو نفيناه قد علمتم ما لكلامه من عذوبه ومالبيانه من سحر ومالقرآنه من جمال فمن الناس يتبعونه ثمّ يعود إلينا مُحارباً ولا نستطيع حربه لكن لم يبقى الا القتل وأشار أبو جهل الى قتل محمد عليه الصلاة واسلام / قالوا طيّب وشأن بنى هاشم - بحكم العصبية تجعلهم يدافعون عن ابنهم - إذ أنّ كل القبائل في مكة تقاتل محمّداً ونُعطى أربعين سيفاً لأربعين شاباً يضربون مُحمّدا صى الله عليه وسلّم ضربة رجلٍ واحدٍ فيتفرّق دمه في القبائل ولايقدر بنى هاشم على مقالة القبائل جميعها فيرضون بالديّة فنعطيها لهم - إنتهى المُؤتمر على هذا وخرج من حيّز الجانب النظرى الي التنفيذ / وفي الليل وقف الأربعون شاباً حول بيت النبي عيه الصلاة والسلام ينتظرون خروجه إلى صلاة الفجر فينقضون عليه كرجل واحد فيقتلونه أبو جهل صاحب الفكرة يتابع تنفيذها فركب الفرس وان مثل الدورية الراصدة ليتابع الأحداث وتتخيّل معى أبو جه ماسك الفرس وقد وقف عند بيت محمد ليحدث الشباب ويطمأن عن الخطّة ...
حتّى قال أحدهم : ياأبا الحَكم ..قال : ماالك؟؟ بدلاً من أن نبقى طول الليل حول بيت محمد كأنّنا نحرسه لو أمرتنا فدخلنا عليه وهو فى فراشه فننقضّ عليه كما أمرتنا أما كان أولى من أن نبقى ننتظره طيلة الليل نحرس محمد حتى يخرج إلينا الفجر ؟ قال :لا , لايتحدث العرب أنّ أبا الحكم روّع بنات محمّدٍ بليل.!!! وقد ضربة لك ذاك المثل حتى تعلم أنّ أبا جهل كان فيه من الشهامة والمروءة مايفتقدها كثير من المسلمين الآن..وهى مواقف تُذكر ولو لفرعون الأمة .."لأنّ الله قال :( ولايجرمنّكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا ..." وإن قمت بفعل مُقارنات بين موقف أبى جهل هذا وبين مواقف أناس مع جيرانهم ومواقف و مواقف ستقول : رحمك الله ياأبى جهل بدلاً من أن تقول الله يلعنه- مع إنّ الرحمة لاتجوز عليه - لكن فقط لـ/ تتخيّل معى ماأريد أن أقوله ولايمكن أن أقوله --- فكفر أبى جهل كفر إباء واستكبار , لما صرنا مع بنى هاشم كفرسي رهان قالوا منا نبي وأنّى لنا بنبيّ ...؟؟ومنه كُفر صناديد قريش , الملأ فى قريش ..ذهبوا للنبي عليه الصلاة والسلام فقالوا أتريد أن نؤمن يامحمد فقال نعم : أمنيتى أن تسلموا..أفعل أي شيء مقابل اسلامكم , فقالوا تطرد عنا أصحابك , فإن الناس من عُلية القوم كـ/أبى الحكم وعتبه وبن الوليد وشيبه وغيرهم من كبار مكه الذين تعرف ثقلهم ووزنهم أسوف يجلسون مع بلال وصهيب الرومى وفقراء مكه ..!!!فاطرد عنّا الفقراء نفكّر فى أن نؤمن بك أو نتبع دينك..,
فكان الرّسول فى تفكيره فى هذا الشّأن فنزلت آيات القرآن ...
"ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ماعيك من حسابهم من شيء ومامن حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين"
وكذلك فتّنا بعضهم ببعض يقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم"
أنت من تبدأهم بالسلام وليس هم / تُعوضهم عن التفكير الذى شرعت تفكر فيه..اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين..
ومن كفر اإباء والإستكبار ماكان من أبى طالب عمّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم والذى عرف نبوّة محمد قبل غيره / فقد كان النبي فى صباه وكان غلاماً يافعاً وسافر مع عمه فى رحلة إلى الشام ..مرّ ببحير الرّاهب ولأنّه طفل أو غلام صغير لايدخ مع الكبار فتُرك محمد مع المتاع وجلس يستظلّ تحت الشجرة , فدخل كبار القوم إلى الراهب فقال لهم ما تركتم أحد ..؟ قالوا : لا / قال لهم لكنّى أرى أحدهم تحت الشجرة /فأجابوه هذا غلام صغير تركتناه عند المتاع والدواب ..فقال : لا يجب أ تُحضروه , ماهذا منك ياأبا طالب؟ فأجابه أبو طالب هذا ابنى ..فقال لا ...لاينبغى لهذا أن يكون له أب لابد ان يكون يتيماً..!!!
قال نعم هذا بن أخى وهو في بطن أمه وأنا عمّه فى منزلة أبيه ولذا قلت لك أنه ابنى / قال : نعم ,,فهذا يتيم /ياأبا طالب : مايجلس تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ , يا أبا طالب عُد بإبن أخيـــــــــــــــــك واخشى عليه يهوداً فلو رأته معك لقتلوه , فإنّه نبي آخر الزّمان صى الله عليه وسلم , كان هذا في وقت مايفكر أحد فى أمر النبوّة ولا مُحمّد صى الله عليه وسلّم نفسه.!!!الذى قال له الله : وماكنت ترجو أن يلقى ‘إليك الكتاب إلاّ رحمة من ربك "وقال له .."وماكنت تدرى مالكتاب ولا الإيمان .."
حتى بلغ سن الأربعين خالى الذهن تماماً / أبو طالب كان يعلم أن بن أخيه له شأن حتى بُعث عليه الصلاة والسلام وكان أبو طالب من أشد المدافعين عن النبي عليه الصلاة والسلام,,/ولم يؤذي عليه الصلاة والسلام في حياته عمــّه إلا ماندُر ومااشتد الإيذاء الا بعد وفاة أبو طالب وخديجه رضي الله عنها , فأبو طالب : يمثل حماية خارجيه وخديجة تمثل الحماية الداخليه..حتى إنّ الله واساهـُ فى هذا العام برحلة الإسراء والمعراج حفاوةً من الملأ الأعلى بدلاً من إيذاء أهل الأرض جفاوتهم / أبو طالب كان يعلم صدق النبي عليه الصلاة والسلام ..ورُوي فى السير : ما قومه عرضوا عليه ياأبا طالب اكفنا بن أخيك واعرض عليه أي شيء فعرض عليه ماعرضه من قبل : بن الوليد , وقلت (رُوي) صيغه / للتضعيف لأن ضعفها الشيخ الألبانى في تحقيقه للسيرة على أنه عليه الصلاة والسلام لما عرض عليه عمّه كذا وكذا / قال يابن أخى لاتحملنى مالا أطيق ولاتحمل نفسك مااتطيق يعرض عليهأموراً , قال : ياعمّ والله لو أن الشمس وضعت فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه , فقال : انطلق إلى دعوتك يابن أخى فوالله لاينالك أذى طالما أنا حي ,وثبت أنّ أبا طالب أنشد شعراً يقول فيه : قد علمت أن دين محمداً من خير أديان البرية دينا , فولا حذارى ملامة أو مسبّة لوجدتنى سمحاً بذاك مُبيناً , لكنّه مات كافراً / لماذا؟ إباءً واستكباراً فالحقيقة واضحة أمامه كوضوح الشمس فى جلاء النّهار, حتى وصل الى اللحظات الأخيرة فى حياته واقتربت منه سكرات الموت وكان محمداً عنده : فقال : ياعمّ قل لا إله إلاّ الله كلمةً أحاجّ لك بها عند الله..وهذا نصّ الحديث../في الصحيح عن بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله , كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملةُ عبد المطلب ؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله عز وجل { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}
وأنزل الله في أبي طالب { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين }
......
- ستقول أنّ ابراهيم استغفر لأبيه , أجيبك بقوله تعالى :
( وما كان استغفار ابراهيم أبيه إلاّ عن موعدةٍ وعدها إيّاها فلمّا تبيّن له أنّه عدواًّ لله ,ان إبراهيم لأوّاهٌ حليم"..خلاص آيات واضحه ورغم هذا الوضوح نجد فى دين الشيعه
أبو طالب قمة الإيمان لماذا لأن أبا طالب هو أبا عليّ /علي بن أبو طالب / وعلي هو أول الأئمة فى دين الشيعه لايمكن أن يكون الإمام من نسلٍ كافر"فعلي عندهم أول امام من الأئمة الاثنى عشر "ذلك
فالشيعه تؤم ان أبا طالب مؤمن امل اإيمان ومن شّ في ايمان ابي طالب عندهم فهو كافر الكفر الذى يخرج من المله علي عكس ماعندنا
والاعجب من هذا ان تجد فى المتصوّفه من يدّعون هذا الادّعاء ويزعمون هذا الزعم , طرق صوفيه كبيرة في البلد تؤمن بإيمان عبدالمطب وانه مات مؤمنا وقد قرأت عنواناً على مجلّة مكتوب عليها بالخطّ العريض - اللهم صلّ على سيدنا أبى طالب عمّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام - ورجل من الوعّاظ الصوفيين سمعته بنفسى فى جنبات الأزهر فيعطى درساً وأنا أدرس للطلبه وهو فى مجلس عند النساء جالس يقول لهم : أبى طالب أي نعم قال له الرسول قل لا اله الا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله - فمات ولم يقها فضجّت ملائكة االسّماء - قالوا لا / عمّ النبي لايموت كافراً - قال لهم الله : اذاً ماذا تريدون / قالوا ان لايموت عم النبي كافراً ..!! فـأمر الله ملك الموت بأن يعيد روح أبا طالب مرةً أخرى فأعاد ملك الموت روحه ...والقوم ليسوا عنده فقال :أشهد ان لا اله الاالله وان محمداً رسول الله ومات على ذلك - لذا هو مات مؤمناً..!!!
ماهــــــــــــــــــــــذا؟؟؟ لذلك مقارنات عجيبه ذلك عند الشيعه وهذا عند الصوفية ..سبحان اله العظيم لااااااااا أبا طالب قد مات كافراً من جنس كفر الإباء والاستكبار عى شاكلة كفر أبى جهلٍ وكفر صناديد مكه وكفر فرعون وكفرإبليس فكل هؤلاء يشتركون فى لونٍ من الكفر اسمه - كفر الإباء واإستكبار- أي من بعد كفر اجحود
النوع الثالث - ولازلنا في القسم الأول - اسمه كفر الإعراض
وكفر الإعراض من أعرض عن سماع الحق - لم يظهر استكباراً ولا أظهر قبولاً ولكن هو من باديء الأمر أعرض عن سماع الحقّ / فإعراضه هذا سمّاه القرآن كُفراً ..
وكفر الإعراض كمن أعرض عن الرسول عليه الصلاة والسلام إذْ قيل له هناك نبي ظهر فى مكه ,, تعالى واسمه فقال لا / فقيل له أتكذبه ؟ قال : لا انا لااكذبه ولاأصدقه انا لن أسمعه أصلاً...فهو لأنّه لم يكذبه فلايندرج تحت كفر التكذيب وهو لأنّه لم يسمع ويستكبر فلا يندرج تحت كفر الإستكبار ولكن هذا أعرض عن الحقّ أصلاً ..!!
بدون تكذيب أو سماع أعرض فلم يسمع من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يُصدقه ولم يُكذبه ولم يُواليه أصلاً بل كل مافى الأمر أنّه أعرض عن هذه المله خشية قومه أو خشية على أي شيء آخر - حياته / منصبه / تجارته /يخاف على أي عرض من أعراض الدنيا - فهذا يُسمى كفر اعراض (توّلى وأعرض) كذب بآيات الله دون أن يتبين ولم يأتهم تأويلهم , وهذا بقرائتك في السيرة والسنه تجد له نماذج كثيرة دون ذكر أسماء / أهل مكه ان لهم دور في الدعاية ضد الاسلام ومكه من البلاد المفتوحه للسفر لها بخلاف قوافل التجاره (رحلة الشتاء والصيف ) وقد كان فى الجاهليه حج واعتمار وزادت مكانتها لمّا أراد ابرهه هدم الكعبه
وهذا دعى قريش أن تُؤلف أمور وتستغل الموقف لتفرض على الناس أمور معينه ماأنزل الله بها من سلطان ...كأن يفرضوا على الناس شراء ثياب جديده من عندهم حتى لايطوفون بالبيت بثياب قد عصوا الله فيها / فطاف الناس بالبيت عرايا والحجه لانطوف بالبيت بثياب نعصى الله فيها // وكان لديهم مع هذا شي من الشهامه فكان الرجال يطوفون عرايا فى وضح النهار والنساء فى عتمات الليل يطفنَ حول الكعبة عرايا ...
(واذا فعوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إنّ الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالاتعلمون قل أمر ربى بالقسط فأقيموا وجوهكم عند كل مسجد
وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون, فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة انّهم اتّخذوا الشياطين من دون اله ويحسبون أنّهم مُهتدون , يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد...) /الآيات
هذه السياده لقريش جعلتهم بعد بعثة النبي محمد فى موقف ايحسدون عليه لذلك لطالما كانوا يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام / لذلك اوا يقولونلنبي عليه الصاة والسلام :
{ لقد جئتنا بأمرٍ عبت فيه آبائنا وسفّهت فيه أحلامنا وفرّقت به جماعتنا }
يعنى بلغتنا أنت مرّغت أنوفونا فى التراب وقد كُنّا هنا وهناك وصرت أنت الآمر النّاهى فأمام هذه الهواجس عند قريش قالوا يجب أي أحد داخل مكه ليحجّ أو يعتمر لايعرف طريقاً الى محمداً عليه الصلاة والسلام وأوقفوا أناساً عند مداخل مكه ومعهم كرفس -قطن - ينبهون من يدخلها - فيقولون لمن يدخل انتبه هناك وباء خطير لدينا اسمه محمد ساحر مكه العظيم ومن يقترب منه يجيء له الوباء وايّاك ان تقترب منه او تسمع له ونحن نخشى عليك ونشفق عليك فخذ معك هذا القطن لتضعه فى أذنك حتى لايتسرب لك هذا الوباء ...فيقول الرجل / ألهذا الحدّ؟؟ فيقولون نعم ...فلم يكن لأحد أن يدخل مكّه أن يتجرّأ بعد هذه الدّعايه أن يسمع النبيّ عليه الصلاة والسلام سول احدهم فى مكه أعرض عنه خشية أن يصيبه من تلك الخزعبلات..وهذا الذى قاله الله عزوجل فى قرآنه ..
{وهم ينهون عنه وينئون عنه وان يهلكون الا انفسهم ومايشعرون}
لم يكتفوا بنهي انفسهم عن دعوته واتباعه بل ايضاً ينهون الناس عنه
وكان هذا نوع من كفر الاعراض وقد حدث من كثير من الناس
(قل ياايها الناس انى رسول الله اليكم جميـــعاً) فكان ينتظر الوقت الذى يأتى فيه الناس لمواسم الحج فيخرج اليهم ليلاً ويأخذه معه عمّه أبو العباس - رغم انّه لم يكن قد أسلم بعد- ماأسلم إلاّ بعد بدْر - ولكن بحكم العصبية لابن أخيه حينها كان يخرج معه كالحارس ...وكانت تأتى الفرصهلنبي عليه الصلاة والسلام لمعتقد فاسد عند قريش نحن حماة احرم نحج فى لحرم ولانخرج خارجه أمّا غيرنا من الناس يذهبوا للحلّ لمناسك الحجّ لمنا وعرفه وغيره / لذا قال الله عزوجل :(ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس)..فكان النبي صلى اله عليه وسلم يتّخذها مَخرجاً له ليدعوا النّاس فى هذه الأماكن التى تتمنّع قريش المجيء لها ..فلما يذهب النبي عليه الصلاة والسلام ومعه أبا بكر رضى الله عنه فيقول هذا محمد بن عبدالله / ومعهشيئاص يريد أن يسمعكم ايّاه ممكن تسمعوا له ؟فيقوم كل أحد منهم بوضع القطن فى أذنه ويعرض ويقول أبا بكر أنت تعلم مكانتك لدينا لكن لايمن أن نسمع لمحمد ونُسم أنفسنا لوباء / فكا هذا حال القبائل عدا عن قبيلتين قبلتا السّمع : هما الأوس والخرج ,,
حين قالوا لأبا بكر / ممكن نسمع له...- ودعاية قريش هذه المرّة لم تفلح لأنّ دعاية المدينه كانت أقوى منها فاليهود فى المدينه منذ أن تقووّا وضعفت قوة الأوس والخزرج بسبب الحروب التى افتعلها اليهود صاروا يقولون للأوس والخزرج --- يُوشك ان يبعث فينا نبي آخر الزمان نُؤمن به ونقاتلكم معه قتل عادٍ وإرم ..الدعاية اليهوديه كانت أقوى من الدعاية القريشيّة جعلت قبيلتي الـأوس والخزرج تسمع لدعوة النبي عرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن :فراحوا يتناجون فيما بينهم وقالوا والله انّه النبي الذى حدثتنا عنه يهود ولاتسبقنّكم يهود إليه ولأن سبقتكم إليه يهود ليقتنّكم قتل عادٍ وإرم كما زعمت..فكانت الدعاية اليهودية سبباً فى إسلام من أسلم من الأوس والخزرج ..وكانت بيعة العقبة لأولى وفيها أحد عشر رجلاً وبيعة العقبة الثانيه وفيها سبعون رجلاً وامرأتان والشاهد من كل هذا / أنّ كفر الإعراض هذه صورته من أبى أن يسمع من محمد عليه الصلاة والسلام ودون أن يكذب أو يستكبر ولكنّه اعرض واعراضه هذا كفر أكبر مخرج من المله وكل من سمع عن الاسلام وعن النبي عليه الصلاة والسلام وأبى أن ينقاد لهذا الحقّ أو ان ينظر فيه أو ان يتعرف على مافيه من حقّ او غير ذلك فشأنه كما قال عليه الصلاة والسلام فى حال أهل الكتاب من بعد بعثته صلى الله عليه وسلم / والذى نفس محمد بيده لايسمع أحد بى من هذه الأمه - أي أمة الدعوه - يهوديٌ ولانصرانيٌ ثمّ يموت يوم يموت ولم يؤمن بى وبماارسلت به إلاّ كان من أهل النار - فمادام يسمع وأعرض فهذا هو الكفر الأكبر عياذاً بالله المخرج من الملّه
***************
النوع الرابع / كفر الشكّ لاييجزم بصدق النبي ولابكذبه بل يشكّ فى أمره وهذا الشك لايستمر طويلاً الاّ اذا الزم نفسه الإعراض عن النّظر فى الآيات وصدق الرسول جملةً فهنا يتحوّل الى كفر الإعراض..وامّا ان يلتفت إلى مافى الرساله الجديده والى القرآن والى كلام النبى محمد عليه الصلاة والسلام وينظر فيه ويتأمل
وهنا لايبقى مع النّظر والتّأمل شكّ لأنّ مع لنظر والتّأمل الامر يستلزم الصدق والاتباع..فإذا صدق واتبع كان مؤمناً واذا كّب كان كافراً
كفر الشك لايستمر شكاًّ فإمّا أن يصل بصاحبه الى التكذيب بعد النظر فى الآيات وإمّا ان يصل به الى التصديق والاتباع فيكون مؤمناً ,,وهذا هو النّوع الرّابع من الكفر
والخامس هو كفر النّفاق : وكفر النفاق هنا أن يظهر النفاق بلسانه دون ان ينعقد عليه قلبه , وهذا هو النفاق الأكبر وسيأتى عليه شيء من التفصيل ان شاء الله تعالى
فهذه خمس أنواع تندرج تحت الكفر الأكبر المخرج من الملّه-- (نماذها كفر التكذيب والاستكبار والاعراض وكفر الشك وكفر النفاق)
وأمّا القسم الثّانى من الكفر / فهو كفر عمليّ , أي من بعد كفر الاعتقاد (كفر العمل )
وكفر العمل منه مايخرج من الملّة ومنه مالايخرج من المله
- ومثال مايخرج من المله كمثل من سبّ نبياً أو قتله أو استهان بمصحف أو مزّقه أو سبّ الدّين - يقصد الشريعة المطهرة- أو سجد صنمٍ أو نحوه
فكلّها أعمال ولكن أجمعت كلمة علماء الاسلام انه كفر مخرج من المله حتى وان كان يرتبط بالعمل ولادخل له فى الاعتقاد
وهناك كفر عملي لايخرج من الملة دون ذلك سيأتى بيان هذه الصنوف من الكفر وبيان شعبها التى هى شعب الكفر التى تُضادّ شعب الإيمان
وتقسيم الشرك الى اكبر واصغر والكلام بعد عن النّفاق وعن الردّة ومظاهرها كُلٍ يأتى فى حينه
وصلّى اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلّم ,