السبت، 8 أكتوبر 2011

فانظر إلى آثار رحمة الله

بسم الله... إنّ من أعجب الأشياء فى هذا الكون الفسيح رحمة أرحم الرّاحمين التى وَسعت كُلّ شيء , رحمته التى ألقت بظلالها روحاً على الأشياء وأضفت على وجه الدّنيا ابتسامةً تُشرق بين حينٍ وآخر.. رحمة الله التى أراها عياناً فى كُلّ تفاصيل حياتنا الدّنيا , تلك التّفاصيل التى تحمل الألم والفرح , الضحك والبكاء, الضّلال والهُهدى , الأمن والفزع , رحمةٌ تتهادى فى أشذاء الكوْن بأسره لتبعث الأمل وتُكفكف دمع الحزين وتنصر المظلوم وتُجيب الملهوف .... حقاًّ إنّ من العجيب جداًّ أن يتذوّق القلب هذه الرّحمة ويُعامل الله بالإساءة والإعراض..!!! إنّى ياأرحم الراحمين قد بلغنى عن حبيبك المًُطفى أنّك تُمسك تسعاً وتسعون رحمةً عندكِ ووضعت واحدةً ليتراحم بها أهل الأرض , فمابالى أرى فى الواحدة التسع وتسعون , غارقةٌ أنا فى هذا الفضل الجمّ....أرقب رحمة الأمّ بوليدها , كيف هى تتلهّف على راحته وتُسارع إلى تغليفه بالفرح والسّكون , وان كان فى ذلك هلاكها أو سقمها أو أرقها...الأُمّ آيه من آيات رحمة الله...لن أنتهى ان وصفت وقد أجحف حقّها ان أسهبت ... أنظر إلى الأرض القاحطة والجدباء وإلى الصّحارى والقفار فأجد غيث رحمتك يتهادى بقطراتٍ نديّة ليروى وجْه الأرض بماء الحياة ... الله أكبر..فسبحان الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد سبحان الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء و ترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون سبحان الذي ينزل من السماء ماء مباركاً فينبت به جنات وحب الحصيد ، والنخل باسقات لها طلع نضيد ، رزقا للعباد . خرج النبي سليمان ليستسقي بقومه في البرية ، فلما رأى نملة رافعة قوائمها تدعو الله أن ينزل الغيث قال لجماعته : ارجعوا فقد سقيتم بدعاء غيركم . سبحان الذي يهرع العباد إليه راجين رحمته..))) -دعاء راق لى وضعه هنا- إنّى ياأرحم الرّاحمين حين أسير فى المدائن غُدواً أو عشيًّا أجد آثار رحمتك فى كُلّ ذرّةٍ من ذرّات الحياة فى التّراب فى الهواء فى النّاس, فى حركاتٍ أو سكون بل كل شيء...إنّى ياأرحم الرّاحمين حين أنظر إلى أشعة الشّمس الذّهبيّة وهى تنشر ضيائها مُنساباً بلُطف على صفحات الأرض يطرب قلبى فرحاً بتلك الأشعّة الرّائعه التى أراها تُداعب عينى قائلةً -أنا رحمة ربّك -.!! إنّى ياأرحم الرّاحمين حين أُيصر ابتسامة العاصى وهو يعصيك ينزل على قلبى بَلسم الطّمأنينة والفرح...يالله أيا أيّها العاصى تعصى مولاك ولازال يسمح لك أن تتنفّس بل وتضحك..!!(وأنّه هو الذى أضحك وأبكى )..لازال يبتسم , سُبحااااااااااااااااان ارحم الرّاحمين و كيف لم يقبض رُوحه كيف لم يسلب بسمته كيف لم يُعجّل بعقوبته / بل يحلم ويحلم ويحلم..!!! إنّى ياأرحم الرّاحمين حين أجد منحك الإهيّة على حياتى خاصّةً أسجد فى رحاب رحمتك خجلى ومُستاءة / فكم قابلت عفوك بالإعراض وعطائك بالكبر والتوّلّى..!! إنّى ياأرحم الرّاحمين حين أجد أحدهم يتعذّب فى الحياة انْ الدّاعى لذلك مرض أو فقد غالٍ أو أي وجه من وجوه المصائب / أجد رحمتك فى ابتلائه هى العنــــوان- فلا سبيل إلى أن يسير الكون بلا رحمتك حتّى عند الإبتلاء -..!!! وإلاّ فوالله لهلكنا وهلكنا وهكلنا.. فهو الذى إذا ابتلى رحم وخفّف ولطف ..! انّى أجد صوتاً يضجّ فى أعماقى قائلاً... ياأيّها النّاس افرحوا بالله رباًّ واحمدوا الله حقاًّ, جدّدوا مراسم الحمد والشّكر فى قلوبكم كل حين لاتيأسوا , لاتقنطوا , أنتم فى رعاية أرحم الرّاحمين حيث الدّفء والحنان والأمان..! ولا تبرحوا عن جنابه ولاتتركوا بابه , فإنّ العظيم إذا غضب من الذى من غضبه يُنجى ..!! وإذا منع من ذا الذى بعد عطائه يُعطى...؟؟ هيّا , هيّا سيروا إلى الله برحمة الله اللهم إنّا بك وإليك , توكّلنا عليك ,

السبت، 1 أكتوبر 2011

ظمأ على بوّابة الحياة

بسم الله

فى خضمّ مُعايشة الحياة تعطش القُلوب إلى وصالٍ أبقى وأدوم ’ تُهرول نحو شيء مفقود , تجوب الأماكن بحثاً عنه لكنّها تعود صفراً خائبة , تُفتّش فى الزّوايا وتنفض الأشياء وتُبعثرها ولكنّها تعجز عن مُعانقته أو الإرتواء منه ولو للحظات ..!

إنّها مُعضلة الزّمان وأرق اللّحظات المُكبّلة بعبء عقيم وحمل سقيم , إنّها آفةٌ قد تأذّت منها قلوب الكثير , إنّها أزمة الأرواح -حين تختنق- ولاتجد من يبعث لها أشعة النور وماء الحياة, حُمّى الفهم التى اعترت نفوس العباد فى هذا الزّمان الذى - ماعدت أدرى له مُسمّى - ..!!
ونعيب زماننا والعيب فينا , نعم ولكن نحن من صنع مأساة هذا الزمان فقد تكررت المشكله وكثر تواردها على القلوب..
أخذت أمحّص عن قلبى ماذا دهاهـ...؟
كان الجواب حاسماً , دعينى وخلّلى عنى ضوضائك
صلينى بربّى ولاتُزعجي خلوتى بكدر الخلطة وقبح الخصال

تنحيت له بإنكسار , أو تلومنى ..؟
لك بحثت عن العلاج , وماكنت أدرى بأنّ كُلّ تلك الأبواب التى طرقتها ساعيةً لراحتك , سوف تبوء بذاك الفشل المُوجع
أحتّى العلوم وطيب الفُنون ماهدّأت من روعك وشدّة فاقتك
أما وأنّى أنفقت لك من أبهج الأوقات وأثمنها طمعاً فى راحتك بالوصال..!
وأي وصال /  وصال بالأقلام والدفاتر والعلوم والدراسات وحفظ المتون والآيات
أنا والرّوح  نصرخ كالحيارى , الظّمأ أضنانا والجفاء أرّقنا وأعيانا
بربّكِ ياأنتِ , صلينى بربّك ..وفقط..!!


...

.,.

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

تفريغ مُحاضرة 13{ العقيدة




بسم الله الرحمن الرحيم
 
أمّا بعد فيا جماعة المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا درسنا الثالث عشر ان شاء الله تعالى من دروس العقيدة الإسلميه في قسمها الأول أبجديات العقيده حول معنى العقيدة والدين والاسلام والايمان , مع آخر درس لنا كنا نتحدث عن نواقض الإيمان وفرقنا بين النواقض والنواقص 

ثم شرعنا نتحدث في النواقض وهي علي الجملة أربعه:الكفر - والشرك - والنفاق- والردّة
ثم شرعنا نتحدث عن الكفر :فلما بدأنا االكلام في تعريفه الكفر في اللغة بمعنى الستر فيقال / كفر الفلاح الحبة في الأرض أي سترها , فسمي بذك كافراً في اللغه : "كمثل غيث يعجب الكفار نباته "وهو نقيض الإيمان أيضا فى اللغه  


وقلنا فى الشرع :الكفر بما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو بشيء مماجاء به مما هو معلوم من الدين بالضرورة-                       
والشرك له معناه وان كان في اللغه بمعنى التعدد / والشرك بمعنى وجود شريك آخر , فيقال شركاء في كذا ..شريك وشريك , والشرك الذى هو بمعنى التعدد في اللغه بمعنى اتخاذ آلهةً أخرى مع الله / أو هو اعتقاد وجود شريك مع الله في ربوبيته أو ألوهيته او الاعتقاد بأن لله كفؤاً أو نظيراً أو مثيلاً ولم أشرع في بيان هذا المعنى بعد ولكن قلت بين الشرك والكفر عموم وخصوص وترد جُل الآيات وفيها الشرك بمعنى الكفر والكفر بمعنى الشرك 
ولم يبقى  إلاّ إستثناءات يأتى فيها الكفر يخالف معنى الشرك :كمثل كفر الملحدوقالوا كافر ولايقال مشرك ,وكفر المرتد فيقال كافر وليس مشرك أو من كفر بمعلوم من الدين بالضرورة أنكره فهو كافر وليس مشرك وان كان المشرك الذى ليس كافراً الذى وقع في انواع من الشرك لا تخرجه من المله فيقال عنه مشرك ولايقال عنه كافروـ أوضح مثال للإختصار هنا = من أتى شرك أصغر..كقوله تعالى :"ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "فأثبت لهم إيماناً أثبت عليهم شركاً وكقوله صلى الله عليه وسلم :
(اليسير من الرياء شرك) ولايُضادّ الإيمان من كل وجه ومن ثمّ فهو شركاً وليس كُفرا
 وقد سبق بيان هذا وتوقف بنا الكلام عند تقسين الكفر علي اجملة عى الجمله الي قسمين : كف اكب - وكفر اصغر وكذا يقال : كفر خرج من المله وكفر غير مخرج من المله كما يقال : كفر اعتقاد وكفر نعمه..وبينّا أنّ هذا التقسيم مأخوذ من القرآن والسنه بفهم سلف الأمه وفي كتاب الله عزوجل :
{ لأن شكرتم لأزيدنّكم ولأن كفرتم إنّ عذابى لشديد..},, قول الله عزوجل عن نبي الله سليمان
 (هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم) 
جاءت في باب شرك النعمه وعدم الكفر..وكذا الحديث ورأيت النار رأيت أكثر أهلها النساء قلنا لما يارسول الله ؟أو : بما  فقال المصطفي صلى الله عليه وسلم : يكفرن ..قيل أيكفرن بالله ؟ قال :  , يكفرن الإحسان ويكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأيت منك شيئاً قالت مارأيت منك خير قط )
وهذا اللّون من الكفر الذى هو كفر النعمه على عكس ماجاء في آيات أخر :جاءت في باب الكفر الأكبر كــ/ قوله تعالى:{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية "..وقوله تعالى :صار
{ لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم , وقال المسيح يابنى اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ومالظالمين من أن "ثم أردفها " ...لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم"أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } وأمثال هذا في اقرآن الكريم ورأينا فهم عباس رضي الله عنهما في
قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل فؤلئك هم الكافرون ..وبعدها الظالمون وبعدها الفاسقون..." قال : ليس كـ/من لم يؤمن بالله وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الآخر ثم قال : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه , ثم قال"كـفر دون كــفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .." فقسّـــم : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه أي الكفر الذى يخرج من الملة وليس كمن يكفر بالله واليوم الآخروملائكته وكتبه ورسله الذى هو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله , ولكن جعله في باب  الكفر العملى غير المخرج من المله
فدلّ هذا عى أن تقسيمنا الكفر ليس من عندياتنا وليس مبتدعاً وانما هو من الأثبات والفقهاء الصفات الذين نعتهم الله بقوله :(ولو ردوه الي الرسول والي أولى الأمرمنهم لعلمه الذين يستنبطونهمنهم "فإذا شرعنا في الجديد من بعد هذا التلخيص ما سبق بيانه في هذه المحاضرة السابقه نقول الكف الأكبر المخرج من المله مرتبط بالإعتقاد , وإن لم يرتبط بالعمل وله صور وهو تقسيم دون التقسيم امجم , قلنا هوالجمله نوعان أو قسمان لكن تحت هذا التقسيم امجمل نوعان : كفر اتكذيب وكفر الإعراض وكف الإيذاء والإٍتستبا وكفر الشك وكفر النفاق ..أنواع من الشرك الأكبر التى تخرج من المله مذكورة في كتاب اله عزوجل ولها أمثله فلو جئنا هذه النوقض كف الجحود مثلا أو كفر التكذيب ذكر الله عزوج عن قوم فرعون :(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواًّ فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " مع معرفتهم للحقيقه التى وصلت لحد اليقين ..لكنهم جحدوا وـ أنكروا وكذبوا ومثل هذا النوع قاله الله فى مشركى مكّة : (فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "كفر الجحود مأخوذ من مثل هذا ..يجحدون الآيات مع وضوحها وينكرونها مع معرفتهم بها , ولها مثال آخر في الكتاب عن أهل الكتاب : (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وان كثيرا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين "وكتمان الحق : الجحود وهذا الذى يسميه العلماء بكفر الجحود أو التكذيب لون له  ومثاله الثانى : كفر الإباء والإستكبار ..إباء - تعدى - تكبر , وقد ذكره الله عزوجل في القرآن االكريم في أكثر من موطن في قصة الصراع بين آدم وابليس "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبى واستكبر وكان من الكافرين .."وفي سورة طه ..(إلا إبليس أبى ..) .." وفي سورة ص."( إلاّ إبليس استكبر وكان من الكافرين .."فجاءت بلفظ أبى في سورة طه ولفظ "استبر في سورة طه , وفي سورة البقرة جمعت بينهما ..(أبى واستكبر.وكان من الكافرين.)ومن هنا أخذ لفظ اإباء والإستكبارعي مابين فظالإباء والإستكبار من عموم وخصوص وترادف وتغاير يعرفه أهل اللغه..كالترادف والتغاير بين الكفر والشرك فقد يأبى الإنسان دون أن يستكبر وقد يأبى مع استكبار فأوضح مثال لهذا النوع من الكفر هو كفر إبليس يعرف الله حقاًّ وماعلم عن إبليس أنّه أشرك بالله بل إعتقد أن الله واحد وخاطب الله عزوجل بصفاته وأقسم بعزته وذاته قائلاً :( فبعزتك لأغوينهم أجمعين .."..وهذا لمن اراد ان يفرق بين الكفر والشرك يجد هذا الكفر من ابليس كفراً  ولا يُسميه شركاً وهو مع اعتقاده ان الله واحد  وإعتقاده بصفات الله التي انكرها الشيعه وأنكرتها المعتزلة ابليس ليس مؤمنا لإعتقاده وحدانية الله عزوجل أو اعتقاده وايمانه بصفات الله وفى ذات الله وأشياء أخرى يعرفها إبليس ومع ذلك لأنه أبى واستكبر فكان ذلك كفراً أكبر وماعلمت الدنيا كفراً كــ/كفر إبليس -ولايقولنّ قائل ان اعتقاده بوحدانية الله هنا :قد تكون مبرراً في أن يدخل الجنة...(يكون عشم إبليس في الجنه )  كما نقول في المثل المصرى ..أو نجد من يدافع عن إبليس في روايات مسرحيه إبليسية بولسيّة يعتقد فيها أن إبليس مظلوم ومادام إبليس مظلوماً فهذا معناه أنّ الله ظالم :حاشا لله..(كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون إلاّ كذباً ) أدباء كتبوا روايات عن إبليس خرجوا إبليس مظلوم وظل يصرخ مظلوم مظلوم وتنتهى الرواية حول هذا المعنى وهذا وليعاذ بالله من أشنع صور الكفر / فإبليس كافر ولاشك في هذا ومن شك فى كفر إبليس فقد كفر ويكون حينئذ أكفر من إبليس وكفر إبليس كان نتيجة التأبّى / الإباء والإستكبار ..وهذا معناه يوم أن يوجد هذا الصنف من الناس وُجد فيهم التأبى والإستكبار فهم فى هذا صورة من إبليس لأنّ كفر التأبّى أو الإباء والإستكبار ماانحصر في إبليس وانّما هو نموذج يتكرر , ورأيت أنّ إبليس اعتقد وحدانية اله وأقسم بعزة الله ولكن إبائه السجود واستعلائه عن أمر الله كان مُسوّغاً واضحاً ولكن لم يكن هناك غيره لأن يكون إبليس أكفر خلق الله,,أن يستكبر ويأبى وهو متكرر في الناس ولكن من الذى يستبين ومن الذى يقيم الحُجّة ومن الذى يعمل المستكبر من غير المستكبر ..؟الأمور صات سًُدى وهملاً لكن إبليس صار صوراً متكرراً فى المسمين فضلاً عن غيرهم , مادام وجد الإباء والإستكبار فهو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله - مجرد الإباء ولإستكبار- وتكرر هذا الكفر فى حياة الناس , يعنى انتقل من إبليس الى صور أخرى ذكر القرآن طرفاً منها- فرعون- كفر فرعون كفر إباء واستكبار - نعم هو قال : أنا ربكم الأعلى , وقال ماعلمت لكم إلهاً غيرى ..لكن مع الآيات البينه التى جاء بها موسى عليه السلام ولم يستطع فرعون مجاراتها أو يأتى بمثلها جلس مع نفسه ومع ملأه ..أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون " فهذا السر الذى جعل فرعون يرفض الإيمان بموسى وأخيه هارون-لبشرين يقصد: " موسى وهارون -
وقومهما = بنو إسرائيل "فكيف نكون مثل هؤلاء الناس ..."فكذبوهما فكانوا من المهلكين "
صورتان لكفر الإباء الإستكبار في كتاب الله كـ/نماذج , هذا إبليس وهذا فرعون , وفي السنه نماذج أخر من كفر الإباء الإستكبار لو قرأت السيرة أو نظرت في السنه لوجدت لها أمثله على رأسها : كفر أبو جهل الذى كان يعلم صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من أي حقيقه أخرى ولكن الإستكبار الذى كان عليه فرعون هذه   الأمه حال بينه وبين الهدايه , على الرغم من أن أبا جهل كان فيه من صفات العربيه ماجعل النبى يرجو  أن يُسلم ليكون إسلامه عزاً لهذا الدين ..يوم أن دعا اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ..أو اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين"عمر بن الخطاب وعمر بن هشام المُكنّى بأبى جهل والمُكنّى في قومه بأبى الحكم.."لأن في الوقت الذى وجد فيه من يدعى النبوة مثل مُسيلمة الكذاب ويقول النبي عليه الصلاة والسلام الأمر بينى وبينكم ولكنّ قريشاً قومٌ يعتدون"وأرسل له النبى عليه الصلاة والسلام رسالة يخبره فيها من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتّبع لهدى إنّ الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام .."وأريد أن أقول مُقارنه فهذا مُسيلمه الكذاب يدّعى النبوّة ولكن أبوجهل بما فيه من شهامه لم يدّعى النبوة وأخبره في يوم ما بعض رفقائه أنت تشكّ في صدق محمد ؟ قال : إطلاقاً يمكن أن أشك في أي شيء في الدنيا ولكن لا أشك في صدق محمد ولاأدّعى أنّه كذاب أبداً , قالوا : لما لا تتّبعه إذاً وأنت كبير قومك ؟ الأمر كان بيننا وبين بنى هاشم كانوا يستأثرون بكل شيء , لدرجة بنى هاشم استأثرت مديح القاصى والدّانى وبقية أبطال قريش لايُذكر لها أثر فاكل يمدح بنو هاشم بنو هاشم  وذاك عبدالمطلب وذا أبو طالب / السيادة لهم واالرفادة  لهم والسقاية لهم  ,كل شيء لهم  ونحن ليس لنا أثر فلمّا نازعناهم على السيادة..وصار لنا مثل مالهم من السقاية والرفادة قاالوا منّا نبيّ وأنّى لنا بنبي؟؟ والله لانؤمن به أبداً مادام من بنى هاشم ..- ان كان من بنى عدى أو من بنى أميّة أو من أي بيت آخر نؤمن,  كفرسي رهان يقولون الآن منّا نبي وأنّى لنا بنبيّ..!! فمثل هذا القول من أبى جهل يدل على أن كفره كان إباءً واستكباراً.. لم يكن تكذيباً ولاسيما وهنا آيات من جنس المعجزات حدثت لأبى جهل لماهمّ أن يؤذي النبي وهو ساجد وأراد أن يمنعه من الصلاة وكيف حالت الملائكة وبين ذلك ..فكفر الإباء والاستكبار مثاله في السنه كفر أبو جهل وأبى جهل له موقف فى السنة يذكر ولاينكررغم أنّه أبو جهل / جاء في كتب السير أنّه فى اليلة التى انعقد فيها المؤتمر في دار الندوة وفكر أهل مكة كيف يتخلصون من محمد عليه الصلاة والسلام ويخشون أن يلحق محمد بهم , فقالوا ماذا نفعل فى أمر محمد ؟منهم أشار بالسجن وأشار بالنفي ورُفض هذا الرأي وذاك وأشار أبو جهل بالقتل وقال السجن نحن لانستطيع أن نسجن محمدا لأنّ أصحابه سيجنوننا فلا نعرف أحداً يُحبّ مُحمّداً كحُبّ أصحاب مُحمّدٍ مُحمّداً صلى الله عليه وسّلم..والنفي لو نفيناه قد علمتم ما لكلامه من عذوبه ومالبيانه من سحر ومالقرآنه من جمال فمن الناس يتبعونه ثمّ يعود إلينا مُحارباً ولا نستطيع حربه لكن لم يبقى الا القتل وأشار أبو جهل الى قتل محمد عليه الصلاة واسلام / قالوا طيّب وشأن بنى هاشم - بحكم العصبية تجعلهم يدافعون عن ابنهم - إذ أنّ كل القبائل في مكة تقاتل محمّداً ونُعطى أربعين سيفاً لأربعين شاباً يضربون مُحمّدا صى الله عليه وسلّم ضربة رجلٍ واحدٍ فيتفرّق دمه في القبائل ولايقدر بنى هاشم على مقالة القبائل جميعها فيرضون بالديّة فنعطيها لهم - إنتهى المُؤتمر على هذا وخرج من حيّز الجانب النظرى الي التنفيذ  / وفي الليل وقف الأربعون شاباً حول بيت النبي عيه الصلاة والسلام ينتظرون خروجه إلى صلاة الفجر فينقضون عليه كرجل واحد فيقتلونه  أبو جهل صاحب الفكرة يتابع تنفيذها فركب الفرس وان مثل الدورية الراصدة ليتابع الأحداث وتتخيّل معى أبو جه ماسك الفرس وقد وقف عند بيت محمد ليحدث الشباب ويطمأن عن الخطّة ...
حتّى قال أحدهم : ياأبا الحَكم ..قال : ماالك؟؟ بدلاً من أن نبقى طول الليل حول بيت محمد كأنّنا نحرسه لو أمرتنا فدخلنا عليه وهو فى فراشه فننقضّ عليه كما أمرتنا أما كان أولى من أن نبقى ننتظره طيلة الليل نحرس محمد حتى يخرج إلينا الفجر ؟ قال :لا , لايتحدث العرب أنّ أبا الحكم روّع بنات محمّدٍ بليل.!!! وقد ضربة لك ذاك المثل حتى تعلم أنّ أبا جهل كان فيه من الشهامة والمروءة مايفتقدها كثير من المسلمين الآن..وهى مواقف تُذكر ولو لفرعون الأمة .."لأنّ الله قال :( ولايجرمنّكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا ..." وإن قمت بفعل مُقارنات بين موقف أبى جهل  هذا وبين مواقف أناس مع جيرانهم ومواقف و مواقف ستقول : رحمك الله ياأبى جهل بدلاً من أن تقول الله يلعنه- مع إنّ الرحمة لاتجوز عليه - لكن فقط لـ/ تتخيّل معى ماأريد أن أقوله ولايمكن أن أقوله --- فكفر أبى جهل كفر إباء واستكبار , لما صرنا مع بنى هاشم كفرسي رهان قالوا منا نبي وأنّى لنا بنبيّ ...؟؟ومنه كُفر صناديد قريش , الملأ فى قريش ..ذهبوا للنبي عليه الصلاة والسلام فقالوا أتريد أن نؤمن يامحمد فقال نعم : أمنيتى أن تسلموا..أفعل أي شيء مقابل اسلامكم , فقالوا تطرد عنا أصحابك , فإن الناس من عُلية القوم كـ/أبى الحكم وعتبه وبن الوليد  وشيبه وغيرهم من كبار مكه الذين تعرف ثقلهم ووزنهم أسوف يجلسون مع بلال وصهيب الرومى وفقراء مكه ..!!!فاطرد عنّا الفقراء نفكّر فى أن نؤمن بك أو نتبع دينك.., 
فكان الرّسول فى تفكيره فى هذا الشّأن فنزلت آيات القرآن ...
"ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ماعيك من حسابهم من شيء ومامن حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين"           
   وكذلك فتّنا بعضهم ببعض يقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنّه من عمل منكم  سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم" 
أنت من تبدأهم بالسلام وليس هم / تُعوضهم عن التفكير الذى شرعت تفكر فيه..اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين..
ومن كفر اإباء والإستكبار ماكان من أبى طالب عمّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم والذى عرف نبوّة محمد قبل غيره / فقد كان النبي فى صباه وكان غلاماً يافعاً وسافر مع عمه فى رحلة إلى الشام ..مرّ ببحير الرّاهب ولأنّه طفل أو غلام صغير لايدخ مع الكبار فتُرك محمد مع المتاع وجلس يستظلّ تحت الشجرة , فدخل كبار القوم إلى الراهب فقال لهم ما تركتم أحد ..؟ قالوا : لا /  قال لهم لكنّى أرى أحدهم تحت الشجرة /فأجابوه هذا غلام صغير تركتناه عند المتاع والدواب ..فقال : لا يجب أ تُحضروه , ماهذا منك ياأبا طالب؟  فأجابه أبو طالب هذا ابنى ..فقال لا ...لاينبغى لهذا أن يكون له أب لابد ان يكون يتيماً..!!!
 قال نعم هذا بن أخى وهو في بطن أمه وأنا عمّه فى منزلة أبيه ولذا قلت لك أنه ابنى / قال : نعم ,,فهذا يتيم /ياأبا طالب : مايجلس تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ , يا أبا طالب عُد بإبن أخيـــــــــــــــــك واخشى عليه يهوداً فلو رأته معك لقتلوه , فإنّه نبي آخر الزّمان صى الله عليه وسلم , كان هذا في وقت مايفكر أحد فى أمر النبوّة ولا مُحمّد صى الله عليه وسلّم نفسه.!!!الذى قال له الله : وماكنت ترجو أن يلقى ‘إليك الكتاب إلاّ رحمة من ربك  "وقال له .."وماكنت تدرى مالكتاب ولا الإيمان .."
حتى بلغ سن الأربعين خالى الذهن تماماً / أبو طالب كان يعلم أن بن أخيه له شأن حتى بُعث عليه الصلاة والسلام وكان أبو طالب من أشد المدافعين عن النبي عليه الصلاة والسلام,,/ولم يؤذي عليه الصلاة والسلام في حياته عمــّه إلا ماندُر ومااشتد الإيذاء الا بعد وفاة أبو طالب وخديجه رضي الله عنها , فأبو طالب : يمثل حماية خارجيه وخديجة تمثل الحماية الداخليه..حتى إنّ الله واساهـُ فى هذا العام برحلة الإسراء والمعراج حفاوةً من الملأ الأعلى بدلاً من إيذاء أهل الأرض جفاوتهم / أبو طالب كان يعلم صدق النبي عليه الصلاة والسلام ..ورُوي فى السير : ما قومه عرضوا عليه ياأبا طالب اكفنا بن أخيك واعرض عليه أي شيء فعرض عليه ماعرضه من قبل : بن الوليد ,   وقلت (رُوي) صيغه / للتضعيف لأن ضعفها الشيخ الألبانى في تحقيقه للسيرة على أنه عليه الصلاة والسلام لما عرض عليه عمّه كذا وكذا / قال يابن أخى لاتحملنى مالا أطيق ولاتحمل نفسك مااتطيق يعرض عليهأموراً , قال : ياعمّ والله لو أن الشمس وضعت فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه  , فقال : انطلق إلى دعوتك يابن أخى فوالله لاينالك أذى طالما أنا حي ,وثبت أنّ أبا طالب أنشد شعراً يقول فيه : قد علمت أن دين محمداً من خير أديان البرية دينا , فولا حذارى ملامة أو مسبّة لوجدتنى سمحاً بذاك مُبيناً , لكنّه مات كافراً / لماذا؟ إباءً واستكباراً فالحقيقة واضحة أمامه كوضوح الشمس فى جلاء النّهار, حتى وصل الى اللحظات الأخيرة فى حياته واقتربت منه سكرات الموت وكان محمداً عنده : فقال : ياعمّ قل لا إله إلاّ الله كلمةً أحاجّ لك بها عند الله..وهذا نصّ الحديث../في الصحيح عن بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله , كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملةُ عبد المطلب ؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله عز وجل { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}
وأنزل الله في أبي طالب { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } 
......
- ستقول أنّ ابراهيم استغفر لأبيه , أجيبك بقوله تعالى :
( وما كان استغفار ابراهيم أبيه إلاّ عن موعدةٍ وعدها إيّاها فلمّا تبيّن له أنّه عدواًّ لله ,ان إبراهيم لأوّاهٌ حليم"..خلاص آيات واضحه ورغم هذا الوضوح نجد فى دين الشيعه
أبو طالب قمة الإيمان لماذا لأن أبا طالب هو أبا عليّ /علي بن أبو طالب / وعلي هو أول الأئمة فى دين الشيعه لايمكن أن يكون الإمام من نسلٍ كافر"فعلي عندهم أول امام من الأئمة الاثنى عشر "ذلك 
فالشيعه تؤم ان أبا طالب مؤمن امل اإيمان ومن شّ في ايمان ابي طالب عندهم فهو كافر الكفر الذى يخرج من المله علي عكس ماعندنا
والاعجب من هذا ان تجد فى المتصوّفه من يدّعون هذا الادّعاء ويزعمون هذا الزعم , طرق صوفيه كبيرة في البلد تؤمن بإيمان عبدالمطب وانه مات مؤمنا وقد قرأت عنواناً على مجلّة مكتوب عليها بالخطّ العريض - اللهم صلّ على سيدنا أبى طالب عمّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام - ورجل من الوعّاظ الصوفيين سمعته بنفسى فى جنبات الأزهر فيعطى درساً وأنا أدرس للطلبه وهو فى مجلس عند النساء جالس يقول لهم : أبى طالب أي نعم قال له الرسول قل لا اله الا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله - فمات ولم يقها فضجّت ملائكة االسّماء - قالوا لا / عمّ النبي لايموت كافراً - قال لهم الله : اذاً ماذا تريدون / قالوا ان لايموت عم النبي كافراً ..!! فـأمر الله ملك الموت بأن يعيد روح أبا طالب مرةً أخرى فأعاد ملك الموت روحه ...والقوم ليسوا عنده فقال :أشهد ان لا اله الاالله وان محمداً رسول الله ومات على ذلك - لذا هو مات مؤمناً..!!!
ماهــــــــــــــــــــــذا؟؟؟ لذلك مقارنات عجيبه ذلك عند الشيعه وهذا عند الصوفية ..سبحان اله العظيم لااااااااا أبا طالب قد مات كافراً من جنس كفر الإباء والاستكبار عى شاكلة كفر أبى جهلٍ وكفر صناديد مكه وكفر فرعون وكفرإبليس فكل هؤلاء يشتركون فى لونٍ من الكفر اسمه - كفر الإباء واإستكبار- أي من بعد كفر اجحود
النوع الثالث - ولازلنا في القسم الأول - اسمه كفر الإعراض
وكفر الإعراض من أعرض عن سماع الحق - لم يظهر استكباراً ولا أظهر قبولاً ولكن هو من باديء الأمر أعرض عن سماع الحقّ / فإعراضه هذا سمّاه القرآن كُفراً ..
وكفر الإعراض كمن أعرض عن الرسول عليه الصلاة والسلام إذْ قيل له هناك نبي ظهر فى مكه ,, تعالى واسمه فقال لا / فقيل له أتكذبه ؟ قال : لا انا لااكذبه ولاأصدقه انا لن أسمعه أصلاً...فهو لأنّه لم يكذبه فلايندرج تحت كفر التكذيب وهو لأنّه لم يسمع ويستكبر فلا يندرج تحت كفر الإستكبار ولكن هذا أعرض عن الحقّ أصلاً ..!!
بدون تكذيب أو سماع أعرض فلم يسمع من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يُصدقه ولم يُكذبه ولم يُواليه أصلاً بل كل مافى الأمر أنّه أعرض عن هذه المله خشية قومه أو خشية على أي شيء آخر - حياته / منصبه / تجارته /يخاف على أي عرض من أعراض الدنيا - فهذا يُسمى كفر اعراض (توّلى وأعرض) كذب بآيات الله دون أن يتبين ولم يأتهم تأويلهم , وهذا بقرائتك في السيرة والسنه تجد له نماذج كثيرة دون ذكر أسماء / أهل مكه ان لهم دور في الدعاية ضد الاسلام ومكه من البلاد المفتوحه للسفر لها بخلاف قوافل التجاره (رحلة الشتاء والصيف ) وقد كان فى الجاهليه حج واعتمار وزادت مكانتها لمّا أراد ابرهه هدم الكعبه
وهذا دعى قريش أن تُؤلف أمور وتستغل الموقف لتفرض على الناس أمور معينه ماأنزل الله بها من سلطان ...كأن يفرضوا على الناس شراء ثياب جديده من عندهم حتى لايطوفون بالبيت بثياب قد عصوا الله فيها / فطاف الناس بالبيت عرايا والحجه لانطوف بالبيت بثياب نعصى الله فيها // وكان لديهم مع هذا شي من الشهامه فكان الرجال يطوفون عرايا فى وضح النهار والنساء فى عتمات الليل يطفنَ حول الكعبة عرايا ...
(واذا فعوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إنّ الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالاتعلمون قل أمر ربى بالقسط فأقيموا وجوهكم عند كل مسجد
وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون, فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة انّهم اتّخذوا الشياطين من دون اله ويحسبون أنّهم مُهتدون , يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد...) /الآيات
هذه السياده لقريش جعلتهم بعد بعثة النبي محمد فى موقف ايحسدون عليه لذلك لطالما كانوا يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام / لذلك اوا يقولونلنبي عليه الصاة والسلام :
{ لقد جئتنا بأمرٍ عبت فيه آبائنا وسفّهت فيه أحلامنا وفرّقت به جماعتنا }
يعنى بلغتنا أنت مرّغت أنوفونا فى التراب وقد كُنّا هنا وهناك وصرت أنت الآمر النّاهى فأمام هذه الهواجس عند قريش قالوا يجب أي أحد داخل مكه ليحجّ أو يعتمر لايعرف طريقاً الى محمداً عليه الصلاة والسلام وأوقفوا أناساً عند مداخل مكه ومعهم كرفس -قطن - ينبهون من يدخلها - فيقولون لمن يدخل انتبه هناك وباء خطير لدينا اسمه محمد ساحر مكه العظيم ومن يقترب منه يجيء له الوباء وايّاك ان تقترب منه او تسمع له ونحن نخشى عليك ونشفق عليك فخذ معك هذا القطن لتضعه فى أذنك حتى لايتسرب لك هذا الوباء ...فيقول الرجل / ألهذا الحدّ؟؟ فيقولون نعم ...فلم يكن لأحد أن يدخل مكّه أن يتجرّأ بعد هذه الدّعايه أن يسمع النبيّ عليه الصلاة والسلام سول احدهم فى مكه أعرض عنه خشية أن يصيبه من تلك الخزعبلات..وهذا الذى قاله الله عزوجل فى قرآنه ..
{وهم ينهون عنه وينئون عنه وان يهلكون الا انفسهم ومايشعرون}
لم يكتفوا بنهي انفسهم عن دعوته واتباعه بل ايضاً ينهون الناس عنه
وكان هذا نوع من كفر الاعراض وقد حدث من كثير من الناس
(قل ياايها الناس انى رسول الله اليكم جميـــعاً) فكان ينتظر الوقت الذى يأتى فيه الناس لمواسم الحج فيخرج اليهم ليلاً ويأخذه معه عمّه أبو العباس - رغم انّه لم يكن قد أسلم بعد- ماأسلم إلاّ بعد بدْر - ولكن بحكم العصبية لابن أخيه  حينها كان يخرج معه كالحارس ...وكانت تأتى الفرصهلنبي عليه الصلاة والسلام لمعتقد فاسد عند قريش نحن حماة احرم نحج فى لحرم ولانخرج خارجه أمّا غيرنا من الناس يذهبوا للحلّ  لمناسك الحجّ لمنا وعرفه وغيره / لذا قال الله عزوجل :(ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس)..فكان النبي صلى اله عليه وسلم يتّخذها مَخرجاً له ليدعوا النّاس فى هذه الأماكن التى تتمنّع قريش المجيء لها ..فلما يذهب النبي عليه الصلاة والسلام ومعه أبا بكر رضى الله عنه فيقول هذا محمد بن عبدالله / ومعهشيئاص يريد أن يسمعكم ايّاه ممكن تسمعوا له ؟فيقوم كل أحد منهم بوضع القطن فى أذنه ويعرض ويقول أبا بكر أنت تعلم مكانتك لدينا لكن لايمن أن نسمع لمحمد ونُسم أنفسنا لوباء / فكا هذا حال القبائل عدا عن قبيلتين قبلتا السّمع : هما  الأوس والخرج ,,
 حين قالوا لأبا بكر / ممكن نسمع له...- ودعاية قريش هذه المرّة لم تفلح لأنّ دعاية المدينه كانت أقوى منها  فاليهود فى المدينه منذ أن تقووّا وضعفت قوة الأوس والخزرج بسبب الحروب التى افتعلها اليهود صاروا يقولون للأوس والخزرج  --- يُوشك ان يبعث فينا نبي آخر الزمان نُؤمن به ونقاتلكم معه قتل عادٍ وإرم ..الدعاية اليهوديه كانت أقوى من الدعاية القريشيّة  جعلت قبيلتي الـأوس والخزرج  تسمع لدعوة النبي عرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن :فراحوا يتناجون فيما بينهم وقالوا والله انّه النبي الذى حدثتنا عنه يهود ولاتسبقنّكم يهود إليه  ولأن سبقتكم إليه يهود ليقتنّكم قتل عادٍ وإرم كما زعمت..فكانت الدعاية اليهودية سبباً فى إسلام من أسلم من الأوس والخزرج ..وكانت بيعة العقبة لأولى وفيها أحد عشر رجلاً وبيعة العقبة الثانيه وفيها سبعون رجلاً وامرأتان والشاهد من كل هذا / أنّ كفر الإعراض هذه صورته من أبى أن يسمع من محمد عليه الصلاة والسلام ودون أن يكذب أو يستكبر ولكنّه اعرض واعراضه هذا كفر أكبر مخرج من المله وكل من سمع عن الاسلام وعن النبي عليه الصلاة والسلام وأبى أن ينقاد لهذا الحقّ أو ان ينظر فيه أو ان يتعرف على مافيه من حقّ او غير ذلك فشأنه كما قال عليه الصلاة والسلام فى حال أهل الكتاب من بعد بعثته صلى الله عليه وسلم   / والذى نفس محمد بيده لايسمع أحد بى من هذه الأمه - أي أمة الدعوه - يهوديٌ ولانصرانيٌ ثمّ يموت يوم يموت ولم يؤمن بى وبماارسلت به  إلاّ كان من أهل النار - فمادام يسمع وأعرض فهذا هو الكفر الأكبر عياذاً بالله المخرج من الملّه
***************
النوع الرابع / كفر الشكّ لاييجزم بصدق النبي ولابكذبه بل يشكّ فى أمره وهذا الشك لايستمر طويلاً الاّ اذا الزم نفسه الإعراض عن النّظر فى الآيات وصدق الرسول جملةً فهنا يتحوّل الى كفر الإعراض..وامّا ان يلتفت إلى مافى الرساله الجديده والى القرآن والى كلام النبى محمد عليه الصلاة والسلام وينظر فيه ويتأمل
وهنا لايبقى مع النّظر والتّأمل شكّ لأنّ مع لنظر والتّأمل الامر يستلزم الصدق والاتباع..فإذا صدق واتبع كان مؤمناً واذا كّب كان كافراً
كفر الشك لايستمر شكاًّ فإمّا أن يصل بصاحبه الى التكذيب بعد النظر فى الآيات وإمّا ان يصل به الى التصديق والاتباع فيكون مؤمناً ,,وهذا هو النّوع الرّابع من الكفر
والخامس هو كفر النّفاق : وكفر النفاق هنا أن يظهر النفاق بلسانه دون ان ينعقد عليه قلبه , وهذا هو النفاق الأكبر وسيأتى عليه شيء من التفصيل ان شاء الله تعالى
فهذه خمس أنواع تندرج تحت  الكفر الأكبر المخرج من الملّه-- (نماذها كفر التكذيب والاستكبار والاعراض وكفر الشك وكفر النفاق)
وأمّا القسم الثّانى من الكفر / فهو كفر عمليّ , أي من بعد كفر الاعتقاد (كفر العمل )
وكفر العمل منه مايخرج من الملّة ومنه مالايخرج من المله
- ومثال مايخرج من المله كمثل من سبّ نبياً أو قتله أو استهان بمصحف أو مزّقه أو سبّ الدّين - يقصد الشريعة المطهرة-  أو سجد صنمٍ أو نحوه
فكلّها أعمال ولكن أجمعت كلمة علماء الاسلام انه  كفر مخرج من المله حتى وان كان يرتبط بالعمل ولادخل له فى الاعتقاد
وهناك كفر عملي لايخرج من الملة دون ذلك سيأتى بيان هذه الصنوف من الكفر وبيان شعبها التى هى شعب الكفر التى تُضادّ شعب الإيمان
  وتقسيم الشرك الى اكبر واصغر والكلام بعد عن النّفاق وعن الردّة ومظاهرها كُلٍ يأتى فى حينه

 وصلّى اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلّم ,
 

عُشاق الليل..!!


عِند المَغِيبْ ,,, يُعآنِقُ الشَفَقَ قُرْصَ الشَمس
يحِكي بِدآيَة إرْتِدآءُ السَمآء لثَوبٍ جَديْد
وتَفآصِيْلُ حِكآيَة عِشقْ !!
:
تُزيّنُ النُجُوم ثَوبَ المَسآء ,, وينْتَصِفُ القَمر فِي كَبَدِ السمآء
..
وتعآنِق خُيُوطُ الليْلَ قُلوبَ عُشّآقِه
!!
عُشّآق يقْتاتُ الشَوْقُ في قُلُوبِهِم لذَة أُنس لآ تُضآهيهآ لذّة ,,وشَوق لآيَخْبُو
!!


*

*
*


عُشآق يَتقَآسَمُونَ الَليْلَ شوقاً ,, يتلَذذونَ بسآعاته الطِوآل ,,ويَبْكُونَ ذَنْباً ,, ويرْجُونَ عفْواً !!
فِي سآعَة تسبِقُ الفَجْرَ حُبّاً
!!
يَهُزُّ الشَوقْ مَضْاجَعَ النُوّام ,,, فَتَتَجآفَي الجُنُوب عنها

شوْقاً لِمنآجآة الرَحمن ,,,
تستَفيْق القُلُوب المُعلّقة "بالقِيآم
" ,,
و تبْقَى الخآويَة " نيَآم" ,,




ويآ للعُشّآق !!
يخْتَلونَ بحبيبِهِم ويُنآجُونَه ,,, ويغْْسِلُ الدَمع صفْحَة قُلُوبِهِم

وتجتمِعُ الأكُف فترتَفِع ,, وترتَفِع ,, وترْتَفِع ,, إلحاحاً في الدعآء ,,,
ويتمْتِمُ اللّسآن ,, يآرب ... ويخفقُ الجِنآن لهفَة لعَفو الكَريْم المَنّان
,,
"
من يدعوني فأستجيْبَ له ,, ِمن يستغْفِرني فاغفِرَ له
"
وحينَ يرْحَل الليْل
!!
يبقَى في عُيُون العآشقِين بَريْقُ الدَمْعِ
!!


ونَشوَة الليْل المُقفّى بِالفَجْر !!


:


وفي الليْل ذاته

عُشّآق أُخُر لآ يجنَون إلا النَوم ثم النَوم
والنَوْم فِي كلِّ ليلَة !!
وكلُّ الليآلي فِي أَعْيُنِهِمْ سَوآء
!!



عُشّآق الليْل
أولئِكَ أقَوآم وجَدوا لذّة الأنس بِقُربِ الرَحمن
فلَم يُضيِّعُوهآ ولن يُضيّعوهآ !!
.
.


أقْوَآم كُلّمآ طآل ليلُهُم

إزدادَت قُلُوبُهُم إنشراحاً !!
وأرَواحُهم في إنتشَآء
!!


فيآ لِلعُشآق ,, يآ للعِشآق
!!


"
تتجافَى جُنُوبُهُم عنِ المَضاجِعِ يدعُونَ ربّهُم خوْفَاً وطَمَعاً ومِمّا رَزقْناهُمْ يُنْفِقُونْ "

 

ياأمة إقرأ ..تعالوا لنقرأ




 بسم الله




 زاوية مخصصة لمختارات طيبه من مكتبتى , نفعنى الله بها واياكم..

تفريغ مُحاضرة 12{ العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

/
أما بعد فياأخوة الإسلام أحييكم بتحية الإسلام..تحية من عند الله مباركة طيبه فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا درسنا ان شاء الله الثاني عشر من دروس العقيدة
بعد ان عرفنا معنى الدين والاسلام والإيمان

 
نأتى الى معني مايناقض الإيمان والأمر كما هو واضح بدأنا بالحديث عن عنوان المادة العقيدة الاسلامية..فأخذنا معنى العقيدة وأردفناها بالدين قبل ان نتحدث عن معنى.. الاسلام..قلنا ويرادف معنى الإسلام الإيمان
فأخذنا معنى الايمان عند اهل السنة والجماعه الايمان تصديق بالجنان وتلفظ باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان

 
ثم بعد بيان هذا التعريف ومافيه من قضية العمل وحسن اعمل والكلام عن جنس العمل والكلام عن المبانى الاربعه وكذا عن قضية الاستثناء في الايمان والزيادة والنقصان
وبيان ان الايمان درجات منه مايسبق الاسلام ومنه مايلحق بالايمان فالاول مطلق ايمان والثاني ايمان مطلق والاسلام ايمان مطلق وبينا هذا علي جناح السرعه وقلنا مايناقض الإيمان  الكفر
فالكلام اليوم عن نواقض الإيمان مبدوئة بالكفر اربعة علي الجملة :
1-الكفر
2-الشرك
3-النفاق
4-الردّة
وقد أشرت قبلاً الي ان الإيمان له نواقص وله نواقض / نواقص اي ماينقص الايمان دون ان يأتي علي أصله لاينقضه من اصله وهذه النواقص معاصى ينقص بها الايمان علي عكس الطاعات التي يزداد بها الإيمان وهذا امر واضح للعيان فنواقص الايمان إذاً معاصي , والمعاصي منها الكبائر ومنها الصغائر وسواءً أكانت المعصية ام صغيرة فإنها لاتنقض الإيمان وإنّما تُنقصه , ومهما إرتكب الإنسان ذنباً صغيراً كان أو كبيراً فإنه لايخرجه من الإيمان مالم يستحله فإذا إستحل المعصية كان هذا من نواقض الإيمان لأنه إنكار معلوم من الدين باالضرورة ولأنه تحليل حرام أو تحريم حلال فيما لم يأذن الله عزوجل به...يعني قضية الاستحلال تدخل في باب النواقص
وقلنا نواقص الإيمان  فيه ردّ على فرقتي الضلالة / أكبر فرق الضلالة الخوارج والمرجئة وإن كانت الشيعه بعد تفوقت عليهما في الضلال أضعافاً مضاعفة بما جعل الشيعه تمرق من الإسلام مروقا أشنع من مروق الخوارج وهم بذلك ولاشك أضل من فرق المرجئة  والمعتزلة ومن فرق الضلالة جميعها إذا اجتمعت لكن ًً
 الخوارج والمرجئة لهما السبق الزمني والخوارج بدأت بقضية الحاكمية حين خرجت علي سيدنا على رضي الله عنه لأنّه حكم الرجال في دين وقد سبقت الاشارة اليه ونحن نتحدث في قضية الحاكمية فكفروا عليا ومعاوية والحكمين وكل من رضي بالتحكيم ثم ثنوا بالمبدأ الثاني.... كفر مرتكب الكبيرة ووجد بعد من فرق الخوارج من كفر بمطلق المعصية او بالإصرار علي المعصية حتى كانت فرقة التكفير والهجرة قالت بكفر من اصر علي المعصية في المبدأ الثاني لهذه الجماعه  بعد الحد الأدنى لإسلام..كفر من اصر علي المعصية.../


نقول:كفر العاصى  ولو بدي منه الإصرار او بدت منه الكبيرة انه ليس من نواقض الاسلام وإنما  من نواقصه وهذا القول من اهل السنة والجماعه أن إرتكاب المعاصى وان كانت كبائر وان بدى فيها معنى الاصار من نواقص الايمان

كما هو رد علي الخوارج الذين جعلوا هذا من نواقض الايمان , هو رد علي المرجئة حين زعمت ان الايمان لايتجزأ وان الوقوع في المعصية لايضر بالإيمان وأسّسوا مذهبهم الباطل لا يضر مع الإيمان معصية كما لاينفع مع الكفر طاعه ..فـ/المعصية تضر ّبالإيمان تُـنقصه وان كانت لاتنقضه , تنقصه فيــُردّ بذلك على المُرجئة حين تقول ايمان العاصى كإيمان جبريل وايمان الملائكة وايمان الانبياء وايمان النبى محمد صلى الله عليه وسلم
ولاتنقضه لتكون رداً علي الخوارج الذين كفّروا بالمعصية وبالاصرار عليها وبإرتكاب الكبيرة
ومرتكب الكبيرة في مذهب اهل السنه والجماعه من حيث الحكم علي الايمان او عدمه  فعل فعلاً ينقص الايمان ولاينقض الايمان من اصله..ونرى ان المعاصى تعد من شعب الكفر كما ان الطاعات من شعب الايمان فيمكن اطلاق لفظ الايمان علي الطاعه وان كانت واحدة واطلاق لفظ الكفر علي المعاصى وان كانت واحدة ولكن على هذا المعنى ان الطاعات شعب ايمان والمعاصى شعب كفر , وليس اتيان شعبة من شعب الكفر او اكثر يجعل اانسان كافراً كفراً يخرجه من المله وينقض الايمان من اساسه وذلك اذا جمعت بين النصوص فعلمت ان مركتب الكبيرة مثلا والمصر علي المعصية ايضا , هذا وذاك ومن علي تلك الشاكله هو في مشيئة الله عزوجل مادام لم يشرك باله فما سوى الشرك هو في مشيئة الله , ماسوى الشرك ذنوب وهذه الذنوب قال الله فيها في سورة الزمر "قل ياعبادى الذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا..."
وهذه المغفرة ولو من غير توبة لكن مع التوبة : من تاب , تاب الله عزوجل عليه لأن هذه المغفرة مردها الي الله والي مشيئته وذلك قوله تعالى في سورة النساء "ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء" ...فدلت الآية على انه يغفر مادون ذلك لمن يشاء ممّن لم يتب فالمشيئة هنا لمن لم يتب ,ومات دون أن يتوب.يدرج تحت المشيئة والدليل علي هذا ان الشر يغفر بالتوبة منه في مثل قوله تعالى
 (قل للذين كفروا ان ينتهوا يُغفر لهم ماقد سلف وان يعودوا فقد مضت سنة الأولين)
فالإقلاع عن الكفر والإنتهاء عن الشرك توبة منه فإن تابوا يغفر لهم ماقد سلف فإن قال الله : ان الله لايغفر ان يشرك به , عُلم فيما لم تكن فيه توبة  والا فالتوبة من الشرك وذلك بالإقلاع عن الكفر أو الإيمان يُغفر كما تفهم هذا من اآية الكريمة في سورة الفرقان ين جاء قوم الي النبي عليه الصلاة والسلام مشركون قد اكثروا القتل واكثروا الزنا فقالوا نحن يُمكن ان نُسلم لو علمنا انّ لذنوبنا التي فعلناها توبة وكانت ذنوبهم الشرك والقتل والزا فأنزل الله قوله والذين لايدعون مع الله إلاً آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله الا بالقتل ولايزنون من يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وآمن عمل عملاً صالحاً فؤلائك يبدل الله سيئاتهم حسنات .."

فدلت الآية ان من تاب من الشرك غفر له ومن تاب من الكبائر كالزنا والقتل غفر له بل لم يغفر له فحسب وانما تبدل سيئاتهم حسنات مع الإعان عن قبو توبته ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب الي الله متاب اي ان الله يقبل توبته
ذلك هذا المعنى فهمه العباس عم النبي ...فكان يداعب الصحابه قائلا انا اكثركم حسنات فيقولون مما ذاك ..فيقول أنا اكثركم سيئات ,فأنتم أسمتم منذ كنتم في مكه 13 سنه وأيضاً سنتين في امدينه وسيدنا العباس اسلم بعد غزوة بدر اي بعد 15 سنه من بعد بعثة النبي , وانا تأخرت عن الإسلام فكلها سيئات ثمّ أنا أسلمت فبدّل الله سيئات 15 سنة الي حسنات فأنا أكثركم حسنات "الاسام يجبّ ماقبله"فيضحكون إذاً المسأة مع التوبة الامر مفروغ منه لايقال ان قول الله تعالى "ان الله لايغف ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء "..لاتقل ان  تلك الآية  فيمن تاب .. فالآية لم تقل ان ذلك فين تاب / بل هي في من لم يتب ولو كانت فيمن تاب ماكات هناك حاجة ابداً تفرقه ى الشرك وماهو دونه لأن الشرك يغفر بالتوبة منه ومادونه يغفر بالتوبة منه فلما جاءت الآية مكررة في سورة النساء في موضعين ..الأولي قوله تعالى "ان الله لايغفر ان يشر به ويغفر مادون ذلك من يشاء ومن يشرك باله فقد افترى اثماً عظيما" والثانيه .."ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعـــيداً"  , دّلت هذه التفرقه عى ان المغفرة فيمن لم يتب.. لكنّ هذه الذنوب بكبائرها وصغائرها وبالإصرارعليها وعدم الإصرار عليها  = تندرج تحت المشيئة وهو الذى قال النبي صلي الله عليه وسلّم : حين بايع اصحابه علي مافى بيعة النساء : أن يشركوا بالله شيئاً وايسرقوا ولايزنوا ولايقتلوا أولادهم....ثمّ قال :فمن وفّـى منكم فأجره على الله  ومن أصاب من ذلك شيئاً فأقيم عليه حدّه فهو كفارته..فمن ستره الله  فهو الي الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له, وهذا فيمن لم يتب أما من تاب فإن الله يتوب عليه / وكذا فيمن لم يتب تجيء الشفاعه في أبوابها, ومن ابواب الشفاعه = شفاعة فيمن ارتكبوا صغائر ثم لم يتوبوا منها وماتوا على ذلك..وكذا فيمن ارتكبوا كبائر ولم يتوبوا منها ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :( شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي) , وكذا فيما قال عليه الصلاة والسلام..."لكل نبي دعوة مستجابة واني قد اختبأت دعتي شفاعةً أهل الكبائ من امتي فهي نائلة ان شاء اله من مات منهم ايشرك بالله شيئاً"وهذه الامور فقط ذكرتها كإشارات للتفرقه بين نواقص الإيمان ونواقض الإيمان ..بينهما نقطة موحدةٌ فوقيّة "نواقص/نواقض"والمشكلة في أنّك لاتسمعها منّي علي غير ماقلتها لكن المشكله بين الخلط العقـديّ مابين النواقص وانواقض أنك ترى من الشباب من لايفرق بينهما فالنواقص عنده نواقض والنواقض نواقص والأمر كله عند العرب صابون علي هذا النحو / ,,ينبغي ان تفرق بين النواقص والنواقض / والنواقص = هي شعب الكفر وهي المعاصى كبيرها وصغيرها سرها وعلنها, والكبائر في الإسلام نحو من السبعين /كما سُئل بن عباس رضي الله عنهما :آ الكبائر سبعٌ؟  قال هي الي السبعين أقرب"
واشبع هي السبع الموبقات وكما ورد في الحديث : اجتنوا السبع االموبقات:قيل ماهنّ يارسول الله : قال الشرك بالله والسحر وعقوق الوالدين وأكل الربا أكل ما اليتيم وقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق والتّولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات "
 علي انها من أشنع الكبائر سميت بالموبقات توبق صاحبها تهلكه وكما جاء في حديث آخر :المقحمات اي التي تقحم صاحبها في النار وليعاذ بالله فهذه اشنع الكبائر المقحمات او الموبقات وحتى الكبائر علي دركات اكبر الكبائر الشرك بالله وقتل انفس والزنا..كما جاء في آية "{والذين لايدعون مع الله إلاً آخر ولايقتلون انفس الت حرم الله الا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاماً..}  لكن كل ذنب من هذه الثلاثة فيه حدّ أعي وحدّ أدنى فالشرك بالله اكبر الكبائر لكن اقبحه ان تجعل له نداً وقد عمت انه خلقك وانه ربك والقتل : كبيرة ولكن اقبحه ان تقتل ولدك والزنا كبيرة ولكن اقبحه ان تزنى بحليلة جارك / وذلك جاء في الحديث عن بن مسعود رضى الله..قيل يارسول الله :أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله نداًّ وقد خلقك..قيل : ثمّ أيّ؟؟ قا ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك ..قيل ثمّ أي : قال أن تزاني حليلة جارك ..يعنى الزنا كبيرة وأقبحه ان تزاني حيلة جارك : وتزانى:أي تتكرر..والباب قريب من الباب والدنيا منفتحه / مع أنها زوجة الجار ,,حتي في  الجاهلية حين قال عنترة واذا مابدت لى جارتي غضضت الطرف عنها حتى يؤي جارتى مأواها أو نحو ذلك مما قال رغم ان ذلك بالجاهليه / فالقبيح ان يكون بحليلة الجار واقبح منه ان يكون في المحارم فهي دركات ولاتستوي في ميزان الله ../وكما جاء أيضاً في الحديث عن رسول الله : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يارسول الله :قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس/قال : ألا وقول الزور وشهادة الزور..ألا وقول الزور وشهادة الزور.. فلا يزال يكررها حتي قلنا ياليته سكت صلي الله عليه وسلم // فالذنوب كبيرها وصغيرها من نواقص الإيمان لا من نواقضه , الذنوب تأتى في بعض الأحاديث بل وفى بعض الآيات فتسمي كُفراً فيرادبها انها شعب الكفر , ولايراد بها الكفر المخرج من المله ..وهذا الذي أودّ أن أقوله الآن ان شاء الله فبعد ان ذكرت لك النواقص.. أذكر لك النواقض وهي اربعه كما ذكرنا :كفر وشرك ونفاق وردّة /
والثلاثة الأول : الكفر والشرك والنفاق علي قسمين :كفر اكبر وكفر أصغر ..وشرك أكبر وشرك أصغر .. ونفاق أكبر ونفاق أصغر ،  
وأما اردة فلم تقسم لأنّها : ردّة ..فقط تظهر مظاهر الردة فيقال ومظاهر الردة في الاسلام كذا وكذا :كأن يقال من استحل حراما ومن انكر معلومٌ من الدين بضرورة , من استبد بشريعه حمد شريعة أخرى .من زعم نسخ فريضة الجهاد مثلاً ..كذا كذا لا هي لاتقسم / انما الكفروالشرك والنفاق لابد فيها من التقسيم
وهذا التقسيم مأخوذ من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فهم السلف الصالح الذين هم أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أدري الناس بدين الله وما قال أحد أنّ هذا االتقسيم بدعه..قسموا الايمان كما رأيت:إلي مطلق إيمان وإيمان مطلق وهنا يُـقسم الكفر الى أكبر وأصغر..
ومع تقسيم الكفر الأكبر يقسم الي:{ كفر جحود وإباء واستكبار واعراض وشكّ } , وذلك قلت لك التقسيم علي دربين عي الجملة والا كل تقسيم تحته تقسيمات...
والكفر الآخر : كفر عملي..قسّموه الي مايخرج من الملة ومالا يخرج من المله / فألحقوا مايخرج من المله بالأول وان كانت أعمالاً وليست اعتقادات..وأخرجوا مالا يخرج من المله فجعلوه من النواقص لا من النواقض وان كان يسمي كفراً
وكذا في الشرك جعلوا منه الاكبر وجعلوا منه الأصغر / والأكبر :كشرك النيه والإرادة والدعاء والعبادة والمعبود
وشرك أصغر : كشرك الرياء وماعلى شاكلته.......والنفاق عقدي مخرج من الملة , وعملى :عبارة عن صفات منافقين لاتخرج من المله
مالدليل علي هذا االتقسيم / فقط اعلم هذا التقسيم علي الجمله انه مما يناقض الإيمان : الكفر والشرك والنفاق والردّة
واعلم جزئية اخري : أن بين الكفر والشرك من الترادف والتغاير ما بين الإسلام والإيمان , مع ملاحظة الفارق ..فيأتى الإسلام بمعنى الإيمان والإيمان بمعنى الإسلام..ويأتى الإسلام مغايراً لمعنى الإيمان والإيمان مغايراً لمعنى لإسلام ..كذا في أمر الشرك والكفر..فيأتي الشرك :بمعنى الكفر , والكفر بمعنى الشرك , وهذا في الغالب الأعمّ..فيستخدم أحدهما مكان الآخر فيقال كفر أو يقال شرك ..ويكون بينهما الخصوص الذي يكون كفرا ولايكون شركا , أو يكون شركا ولايكون كفرا وهذه فواصل دقيقه ولذلك سميناها الأبجديات , ولذلك أنت طالب العلم محتاج لهذه الفروق الدقيقه وان كان قضية الفرق بين الكفر والشرك الأمر أيسر من ذلك
الكفر يأتى في القرآن بمعنى الشرك والشرك يأتى بمعنى الكفر في الغالب الأعمّ
وذك كأن تقرأ قول الله عزوجل في سورة آل عمران : قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثلهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لأولى الأبصار ........."
من الفئة الكافرة :؟ مشركى مكة / وسماهم الله هنا بالكافرين أو قال :وأخرى كافره /فجعل الشرك بمعنى الكفر
 -مثال آخر في سورة المائدة :لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم / واعتقاد ان المسيح بن مريم هو الله هذا "شرك"وسماه الله كفرا
{لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم , وقال المسيح يابنى اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة
ومأواه النار ومالظالمين من أنصار "ثم أردفها " ...لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ومامن إلهٍ إلاّ إلهٌ واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم"أفلا يتوبون إلي الله ويستغفرونه
والله غفور رحيم }
ومثال ثالث:في سورة التوبة . قال الله سبحانه و تعالى :{ وقالت اليهود عزيرٌ بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّا يُؤفكون,اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وماأمروا إلاّ ليعبدوا إلاهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه وتعالى عمّا يشركون"
فالآية مابين الكفر والشرك علي أنّ الكفر بمعنى الشرك الشرك بمعنى الكفر..لا أستطرد في ذكر هذه الأمثال فهي كثيرة في القرآن..لكن أذكر مثالاً أخيراً في سورة البينه :{إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البريّة"
هذا حكم ربّ البريّة حكم من علم فحكم ....فقال إنّ الذين كفروا..ماتصنيفهم؟,فقد صنّفهم : من أهل الكتاب , والمشركين على اختلاف طوائفهم فبدأ القضية الكليّة /
الذين كفروا / من صنوف الذين كفروا :أهل الكتاب , ومن صنوف الذين كفروا المشركين ,حكمهم:في نا جهنم خالدين فيها / ماذا :أولئك هم شر البرية
هذه القضية التي ذكرت دلت علي أنّ الكفر بمعنى الشرك والشرك بمعنى الكفر خلاص..ولكن متى يكون الأمر كُفراً لاشرك فيه أو شركاً لاكفر فيه ,موجود كفرٌ بغير شرك وهو كفر المُلحد فيقال عنه كافر ولايقال عنه مشرك / الملحد الذى يقول لا إله / والحياة مادّة والدّين أفيون الشعوب , المذهب الماركسى المعروف , الماديّة , الوجوديّة اتباع ماركس الملاحده وفلويد,الملاحده  كفّار ليسوا مُشركين , المُرتدّون : كُفّار وليسوا مُشركين ومن المرتدين : البهائيين والماسون والعلمانيون كما سيأتى بيانه في أنواع المرتدين ..ان شاء الله / فهنا كفر بغير شرك : مثاله الملحد والمرتد : كافر وليس مشرك..أين الشرك لديه فهو يقول لا إله , أما المشرك يقول الله ومعه إله , الله ومعه ابن الله ومعه ثاني او ثالث..أما الملحد يقول لا إله فهو ملحد كافر وليس مشركاً الا من لم يؤمن بهذه القاعده واعتبر كل كفر شرك وكل كفر شرك فجعل الملحد والمرتد مشرك كافر / فتسأله عن ذلك ..فيقول لك لأنّه اتّخذ إلهه هواه فلمّا اتخذ إلاهه هواه  ألحد ولما اتّخذ إلهه هواه إرتدّ ,, فإتّخاذه إلاهه هواه يكون شركاً ويكون في ذات الوقت كفراً بإلحاده أو ردّته..لكن نحن نستثنى من ذلك ونقول المُلحد والمُرتدّ كلاهما كافراً ليس مشركاً..
-ومُشركٌ غير كافر:إذا جاءت في الشرك غير المُخرج من الملّه فيُقال مُشرك ولايُقال كافر ودليله

قول
   ربّنا في أواخر سورة يوسف : ومايؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون"
إلاّ وهم  مشركون.."فقال :مايؤمن/فأثبت لهم إيمانا....إلاّ وهم مُشركون:فأثبت لهم شركاً

الشرك العملى الذى لايخرج من المله
أو الشرك الأصغر الذى لايخرج من المله
أو الشرك دون الشرك
فهذا يكون شركاً ولايكون كُفراً وهذا فيما بين الشرك والكفر من عموم وخصوص أو ترادف وتغاير
نواقض الإيمان ما علمتها : كفر وشرك ونفاق وردّة
س.../الكفر أوّلها وأخطرها ؟
لا...الكفر أوّلها ولكن ليس أخطرها - يجب أن نتحرّى الدّقه - لأنّ
الكفر أوّلها والنفاق أخطرها.فانفاق أخطر من اكفر بدلي "إن المنافقين في الدّرك الأسف منالنّار",,آخردرجة
والعقيدة تحتاج إلي دقّة متناهيه , وإلاّ ماكان قول : توكلت علي الله وعليك = شرك
وتوكلت على اله ثمّ عيك = ليس شركاً
نُصلّى علي نبيّ الرّحمة , صّلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أوّل نواقض الإيمان = الكفر , والكفر في لغة العرب مأخوذ من السّتر..فيُقال كفر الحبّة =أي سترها وغطّاها في الأرض
ومنه سُمى الفلاّح : كافراً في اللغة
وذلك مثل قوله تعالى "كمثل غيث أعجب الكُفّار نباته"الكفار هنا بمعنى الزّراع الذين يكفرون الحبّة في الأرض
 ومنه قولهم الليل كافر=لأنّه يستر الأشياء ويُغطّيها بظلامه
فهو لغةً : السّتر...وهو ستر الإيمان وتغطيته
والكُفر كذا في اللغة هو نقيض الإيمان
وهذا المعنى في اللغه مقدمة للمعنى الشرعيّ
فالكفر- لغةً - السّتر : وهو نقيض الإيمان
والكفر شرعاً أو اصطلاحاً :الكفر بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم..وهو أعمّ من أن يُقال : الكفر بمعلوم من الدّين بالضرورة وإذ قلنا هو الكفر بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فيصحّ أن يقال هو الكفر بشيء ممّا جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
حتى تصح علي الشيء الواحد كما تصح على العشرات والآحاد وتصحّ علي الجُزء كما تصح علي الكلّ
فمن كفر بشيء من الدين من كفر بالدين كله  وهو المُسمي إنكار معلوم من الدين بالضرورة
يعنى إنسان عياذاً بالله كفر بالإٍسلام / وبشريعة محمد عليه الصلاة والسلام , وآخر كفر بشيء واحد ممّا جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام , فهو كافر أيضاً , فالكفر هنا يشملهما ,يشمل من كفر بشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو الكفر بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم , هذا تعريفه لغةً واصطلاحاً...هذا الكفر هو في الشّرع على دربين أو نوعين أو قسمين / علي الجملة / كفـــــــرٌ أكبــر مُخرجٌ من الملّة - وكفرٌ أصغر غير مُخرجٍ من الملّة , وكلمة الكفر تشملهما يعنى جاءت هنا كفر وهنا كف وتبقى التفرقة لدقيقه حسب السياق الذى يعقلها العالمون , كفر أكبر مخرج من الملة وكفر أصغر غير مخرج من المله , من أي جئنا بهذا التقسيم ؟
من كتاب الله عزوجلّ ومن سنة النبيّ صّلى الله عليه وسلّم
فأمّا في كتاب الله فإنّك تقرأ مثل قوله تعالى :" لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم..." / "لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة......."
فينطلق أو ينقدح في ذهنك أنّه كفر عقدي وأنّه مخرج من المله وأنّه موجب الخلود في النّار بدليل قوله تعالى في ذات الآية : "إنّه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه النّار وماللظالمين من أنصار..." , ثمّ أنت تقرأ لمة الكفر في مواضع أخرى من القرآن في مثل قوله تعالى :{ لأن شكرتم لأزيدنّكم ولأن كفرتم إنّ عذابى لشديد..}فيقول العلماء هذا كفر النعمه وهو عكس الشكر وهو غير موجب للخروج من المله..فلا يقال هنا الكفر كـ/الكفر الذي ذكر في الآيات السابقه :( إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريّة )كفر عملي يسمّى بكفر النّعمه وإن لم يبدو هذا واضحاً أوّل وهلة طالب العلم الذى يقول لا الكفر يعنى الكفر ,,فأقول له : أن قرأت قول الله عزوجل عن نبي الله سليمان (هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم) هذا سيدنا سليمان , وارد ان نبي من الأنبياء يكفر ..؟(ماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس..."
فإن اختلف في عصمة الأنبياء في الصغائر فلن يختلف عليها في الكبائر وان كانوا من الكبائر قولاً واداً فهم معصومون من الكفر من باب أولى ..
فإذا جاء علي لسان نبينا سليمان: (هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غني كريم)
عُلم أنّه ماأراد الكفر باالله , وما أراد كفر الخروج من الملّة وماأراد كفر الإعتقاد
{  وانما أراد كفرالنعمه التي يُضاده شكر النعمه } لذا أردفها بقوله :" ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم"
 كفر مخرج من الملّه أكبر- وكفر غير مخرج من المله أصغر"/  فدلّ هذا في كتاب الله أن الكفر الله ان الكفر ليس على ضربٍ واحٍد بل هو على الأقل علي ضربين   
وكما جاء في كتاب الله عزوجل :فيما ذكرت من أمثه جاء مفصّلاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم :يعنى بصورة أوضح وتقسيم ين حين قال عليه الصلاة وأزكى السلام في حديث ورأيت النار رأيت أكثر أهلها النساء قلنا لما يارسول الله ؟أو : بما - ليس اعتراض بل استفسار
أهو تعصب للرجال لأن الأنبياء رجال ؟>>تعليق الشيخ,, فقال المصطفي صلى الله عليه وسلم : يكفرن ..قيل أيكفرن بالله ؟ قال :  , يكفرن الإحسان ويكفرن العشير , لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأيت منك شيئاً قالت مارأيت منك خير قط ), وهذا نوع من الكفر وهو ليس كالكفر بالله بدليل كلام النبى صلى الله عليه وسلم
- هذا  تقسيم النبي : جاءت كلمة يكفرن في باب العشير والإحسان والنعمه إضافة الى كفران العمل / كله لايخرج من المله-
ومثله كفران العمل قوله عليه الصلاة والسلام { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر } وماثبت(لم يثبت) أن النبي عليه الصلاة والسلام قام بالحكم على أصحابه حين قتل واحداً آخر , حكم عليه أنه كافر ,لا لم يحدث .. أهو خارج من المله , أهو كحكم المرتد ..؟  لا
وهذا حدث أيام الفتنه حين تقاتل المسلمون وقتل بعضهم بعضاً في الجمل وفي صفين وفيما تلتهما من فتن ومواقع , أيام موقعة النهراوان , قتال سيدنا علي للخوارج,قتال المسلمين للأزارقه الفرقه الثانيه من الخوارج وهكذا هكذا , وقد حكم الله عزوجل في أمر القتل الموصوف في الحديث : أنه كفر= بأنّه إيمان في قوله تعالى ..
"وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصحلوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيء الي أمر الله فإن فاءت فأًصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يُحبّ المُقسطين , إنّما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين إخويْكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون ) 
فحكم لهم بالإيمان مع التقاتل وحكم لهم بالمُآخاة مع التقاتل .....فأوّل الآية وان طائفتان من "المؤمنين "والآية التالية "إنما المؤمنون أخوة.."
فحكم بالأخوة وحكم بالإيمان مع اقتتلوا = دلّ على أن قوله صلى الله عليه وسلم : وقتاله كفر ,ليس الكــفــــر المخرج من المله انما هو كفر عملي ينقص الإيمان ولاينقضه بدليل آية الحجرات , وهذا التقسيم الذي سمعته من القرآن ومن سنة النبي العدنان عليه اصلاة والسلام قد فهمه حبر الأمّة وترجمان القرآن بن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما وذلك حين سؤل في الآيات" ومن لم يحكم بما أنزل فؤلئك هم الكافرون ..وبعدها الظالمون وبعدها الفاسقون..." قال : ليس كـ/من لم يؤمن بالله وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الآخر ثم قال : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه , ثم قال"كـفر دون كــفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .." فقسّـــم : ليس بالكفر الذى يذهبون اليه أي الكفر الذى يخرج من الملة وليس كمن يكفر بالله واليوم الآخروملائكته وكتبه ورسله الذى هو الكفر الأكبر العقدى المخرج من المله , ولكن جعله في باب  الكفر العملى غير المخرج من المله على تفصيل سبق بيانه فى حينه , في قضية الحاكميـّه عند الكلام عن قضية العمل من مُسمّــى الإيمان أو , لا ,  فقد أخذنا كفر تارك الصلاة و كفر تارك الحكم بما أنزل الله, ولذا سؤل بن عباس رضي الله عنهما عن الحديث : لايُؤمن ..في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه "" أو حديث :والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن .,قيل من يارسول الله :قال من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم "والحديث الآخر : قال لايؤمن من لايأمن جاره بوائقه"
ومثل هذه الأحاديث في السنة كثيرة فيها نفي الإيمان فقيل لابن العباس مامعنى لايؤمن : أيكفر ؟ قال لا ..قيل مامعناها ..قال: لايؤمن.ولكن ليس معناه أنه يكفر
فهنا نفى عنه حقيقة الإيمان أو كمال الإيمان ولم ينفي عنه أصل الإيمان ,فدل على أنه من النواقص لا من الواقض بدليل فهم بن عباس: لايكفر / كما تجد حول هذا المعنى مثل : ليس منا ..وقد جاءت في أكثر من حديث "من غشنا ليس منا " / ليس منا من بات شبعان وجاره جائع"وهكذا معناه نفى كمال الإيمان عنه لا أصل الإيمان لأن فعله هذا معصية وهي من شعب الكفر التى تُضاد شعب الإيمان وتكون من الشعب الثانيه من الكفر الذي ينقص الإيمان ولاينقضه وقد أتينا بهذا التقسيم  من القرآن والسنه وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ,هذا الكفر الذى هو كفران علي الجمله فيه تفصيل فالقسم الأول منه :
الكفر الأول منه : الكفر الأكبر المخرج من المله يتنوع كأن يسمي كفر إعتقاد أو كفر جحود أو كفر تكفير أو كفر ردة أوكفر الإستهزاء.فهو تقسيم من داخل التقسيم الأول
الكفر اعملى فيه تقسيم عملي يخرج من المله وعملى لايخرج من المله
وكما يقال في الكفر يقال في الشرك فتجد في الشرك منه ماهو أكبر ومنه ما هو أصغر... والأكبر منه مخرج من المله والأصغر منه لايخرج من المله ,
علي تفصيل ذكره العلما كقولهم الفرق في الشرك في العبادة والشرك في المخلوق وقولهم ان من الشرك مايسمى بشرك  في النية والقصد والإرادة وشرك الدعاء
وغير ذلك من تقسيمات العلماء , وكذا النفاق وهو علي دربين أكبر وأصغر وتفصيل القول في هذه القضية من بعد هذه المقدمات التى ذكرت هذه الليلة موضوع محاضرتنا المقبله ان شاء الله ..

/////





المحاضرة للشيخ / عمر عبدالعزيز القرشي, بارك الله له

الخميس، 22 سبتمبر 2011

تفريغ مُحاضرة 11{ العقيدة

 بسم الله
أما بعد فيا أخوة الإسلام أحييكم بتحية الاسلام تحية من عند الله مباركة طيبه فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا درسنا الحادي عشر ان شاء الله تعالي من دروس العقيدة الإسلامية
نحن مع أبجديات العقيدة ومع مفهوم الإيمان من بعد مفهوم الإسلام , ولازلنا مع تعريف الإيمان وبيان معناه , وان كنا قد وقفنا وقفات لابأس بها حول قضية العمل وأنّه من مُسمّي الإيمان , وذلك مع التعريف في عبارته الثالثه
الايمان : تصديق بالجنان وتلفظ باللسان وعمل بالأركان
يزداد بالطاعات وينقص بالعصيـان
إقرار بالجنان : أمر مفروغ منه - تصديق القلب ,
*وتلفظ باللسان أمر مفروغ منه
*وعمل بالأركان : هو محلّ الخلاف مابين الخوارج الذين أروا العمل شرط صحة,والأشاعرة والماتُريديّة ومُرجئة الفقهاء الذين رأوه شرط كمال
ومن جعل العمل شرط كمال ومن اخرجه من مسماه ومابين اناس جعلوا العمل لابدّ من جنس العمل ولابدّ من اركان الاسلام او لابد من المباني الاربعه
ورحنا ندندن ونطوف حول هذه المعاني لنستخلص منها معتقد أهل السنه والجماعه في معرفة العمل وماهو شرط صحة , وماهو شرط كمال..أو غضضنا الطرف عن هذا اللفظ-الذي هو شرط صحّة حتي لانتشبه بالخوارج ,وشرط كمال- حتي لانتشبه بالمرجئة او بالأشاعرة والماتريديه
وقلنا العمل من مسمي الإيمان وهذا القدر يكفينا وذكرنا مايحتاج الي أن يكون شرط صحة مرتبطاً بالتصديق ولاشك , أو مايكون من مسمي الإيمان وان لم يكن شرط صحه وهو التطبيق ولاشك بإستثناء ( ترك الصلاة وترك الحكم بما أنزل الله ) لورود أدلة متضافرة في كفر تاركهما وقد بيّنا في هذا معتقد أهل السنه والجماعه ايضا مع الرد علي من قال انه لابد من الاتيان بالمباني الاربعه في اننا لم نجد دليلا يسعفنا الا في الصلاه ومن قال في الاتيان بجنس العمل اننا لم نجد دليلا من القرآن والسنه وفوضنا الامر لله
..إذاً -> العمل بالأركان أي عمل الجوارح,, تتمّة التعريف الذي عليه اهل السنه والجماعه قولهم ك يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان..وهو كالتتمّة لما سبق , يعني من الممكن ان تقول في تعريف الايمان هو تصديق الجنان وتلفظ بالللسان وعمل بالاركان ولكن هذه الزياده لبيان معتقد اهل السنه في القضية , فيزداد بالطاعه وينقص بالعصيان جملتان لكن فيهما ردود علي أفكار ضاله كثيرة جداً في القضية..وهي قضية الإيمان:يزيد أو ينقص فمنهم من قال الايمان يزيد ولاينقص
ومنهم من قال الايمان لايزيد ولاينقص
ومنهم من قال / الايمان يزيد وينقص
ومنهم من قال يزيد ولاينقص
وعندنا الذي يقبل الزيادة يقبل النقص
ولذا هو يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان / طبعا الضلال في تعريف الايمان هو الذي اورث هذه المشكله, فاللذين زعموا ان الايمان مجرد تصديق فأي زيادة في ذلك او نقصان -واللذين زعموا أن الإيمان مُجرّد إقرار :فأي زيادة في ذلك او نقصان , فلما وقف تعريفهم للإيمان عند هذا المعني قالوا لايزيد ولاينقص مادام مجرد تصديق او اقرار فأي زيادة في ذلك او نقصان حتي غيرهم قال انه لو مجرد تصديق فقط فهناك تصديق اقوي من تصديق وبهذا بذلك يقبل الزيادة وتصديق اضعف من تصديق وهو بذلك يقبل النقصان وماهو الا كلام عند اهل الكلام / لأنه هناك خطء اصلا في مفهوم الايمان جاءت القضية ,,لا الإيمان ليس مجرد تصديق فقط ولامجرد اقرار فقط حتي نقول لايقبل الزيادة والنقصان والذين جعلوه تصديقا واقراراً كالأحناف والاشاعره ..جعلوه يقبل الزياده لانهم حينما وقفوا علي ان الايمان اقرار وتصديق لايقبل النقصان اي اذا نقص التصديق والاقرار لا إيمان فجعلوه يقبل الزيادة ولايقبل النقصان والحق هو ماعليه اهل السنه والجماعه في ان الايمان يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان ولما لا والادله في ذلك متضافره تصريحا وتلميحا نصاَّ وفهماً بما يجعلك تقول وكيف يُشكّ في هذا او يختلف عليه , يعني اذا قرأت في كتاب الله عزوجل:
 { إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَاتُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(الأنفال 4)
     اللهم اجعلنا منهم / نصّ واضح وصريح في أمر زيادة الإيمان : زادتهم ايماناً.
بل وفي الزيادة علي نقصانه أيضاً لأنه كما قيل مايقبل الزيادة يقبل النقصان ..حتي جاء في الحكم علي لسان العرب في أشعارهم : لكلّ شيء إذا ماتمّ نقصان , وفي اليوم الذي انزل الله عزوجل فيه قوله: اليوم أكملت لكم دينكم ...علي قدر مافرح بها المسلمون علي قدر مااستشعر البعض منها هذا المعني الذي خافوه أنّ مابلغ الكمال يقبل النقصان وانه اذا تمّ الشيء بكماله دلّ ذلك علي بداية نقصانه  كما تجد هذا المعني حتي في حياة الانسان : حتي اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنه .."   بعد بلوغ الأشدّ يبدأ النقص والضعف : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبه"وماعندنا آية صريحه تقول بالنقصان ولكنها معروفه وصريحه في لغة العرب لكن آيات صريحه في الزيادة أو بالمفهوم كما قرأت قوله تعالي : في أواخر سورة التوبه /
{وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}
زيادة الرجس هنا نقصان في الإيمان / إذاً الآيات واضحه في أن الإيمان يزداد وينقص وبما أن العمل من مسمي الإيمان فكل عاقل يعرف انه في ازدياده بالطاعه يزداد ايمانا وبوقوعه في المعصية ينقص ايمانه , وقد تكثر معاصيه وتشتد فتأتي علي ايمانه فتنقضه وليعاذ بالله اذا اولا تنقصه فإذا زادت الذنوب تنقض الايمان , وقد قال الرسول في الحديث : أربعاص من كنّ فيه كان منافقاً خالصا ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها
اذا أؤتمن خان - واذا حدث كذب-واذا عاهد غدر -واذا خاصم فجر ,, فبقدر مافيه من شعب النفاق وصفاته يؤخذ من ايمانه - كالعاصي يشرب الخمر فينقص منه الايمان ثم يشرب فيزداد نقصاً ولربما يديم الشرب للخمر فيأتي عليه الوقت الذي اما إيمانٌ واما خمر
كما جاء عن عثمان رضي الله عنه : اجتنبوا الخمر فإنها أمّ الخبائث فإنها لاتجتمع مع الايمان في قلب امرء أبداً- اما ان يبقي الايمان او يبقي الخمر
فالمعاصي شعب كفر والمعاصي شعب نفاق وبقدر مافي الانسان من معصية بقدر مايضعف ايمانه وبقدر مايزداد في الطاعه بقدر مايزداد في ايمانه وقد قال عليه الصلاة والسلام : الايمان بضع وستون وشعبه - وكذا الايمان بضع وسبعون شعبه أعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذي عن الطريق والحياء شعبة من الايمان / فهذا الحديث الذي ذكر شعب الايمان وان كان هنا بالإشارة وبينه البيقهي في شعبه وبين الشعب القلبية والشعب اللّسانيّه وبين الشعب المرتبطة بفعل الطاعات والشعب المرتبطة بفعل المعاصي والسيئات كل هذا مرتبط بالعمل ,,فإذا اكتملت في العبد شعب الإيمان اكتمل الإيمان واذا لم تكن عنده شعب الايمان ربما كان عنده اصل الايمان / وبقدر مايزداد العبد في شعب الطاعات المُسمّاه بشعب الايمان هو يزداد ايمانا وبقدر مايزداد العبد في شعب المعاصي المُسمّاه بشعب الكفر أيضاً لكن من جنس الكفر العملي الذي لايخرج من الملّه بقدر مايضعف ايمانه وهو امر من تدبره دون ان يتعب ذهنه رأي ان ذلك واضحاً يقول كيف يخفي ذلك علي العقلاء وكيف يختلف عليه الناس الايمان يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان فاللهم زد في ايماننا بالزيادة في طاعتنا وجنبنا ضعف الايمان بالذنوب والعصيان / الايمان يزداد بالطاعت وينقص بالعصيان وبما أنه ثبت ان العمل بالأركان من مسمي الايمان فلا غرو إذاً ولاخلاف علي ان يقال ان الايمان يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان / نعم هذه جزئية حكم زيادة الايمان ونقصانه وهي مرتبطة بالتعريف الذي بدأناه منذ عدد من المحاضرات / الايمان يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان ..قد جاء عن السلف رضي الله عنهم انهم كانوا يقولون هذه الكلمه يا بنا نؤمن ساعه / جاءت عن الصحابه رضي الله عنهم - وطبعاً هم مقدمة السلف وخيرة الخلق بعد الانبياء والرسل عليهم الصلاه والسلام / كان يقول بعضهم لبعض ناصحاً ومذكراً هيا بنا نؤمن ساعه ، كيف هو الايمان ساعه أيزدادون يقيناص أم يزدادون اقراراً..؟؟ لا انما هو التزود بالطاعات فما بين ذكر لله وتفكر وطلب علم وقراءة قرآن وقيام وصيام كذا كانوا يؤمنون ويحسون بهذه المعاني في حياتهم ويجلسون مع النبي عليهم الصلاة والسلام فيستشعرون زيادة الايمان صورة واضحه وهم يستمعون القرآن والحديث ويتأدبون في حضرته كأن علي رؤوسهم الطير , والصورة  ليست بعيده  كما لو أنّك الآن في المسجد تسمع درس علم قال الله قال رسوله .. نتحدث عن زيادة الايمان ونقصانه فتتذكر الطاعات التي تفعلها حتي يزيد الإيمان وماهي المعاصي التي أغرقت فيها نفسك فصار ايمانك يضعف شيئاً فشيئاً وتحاسب نفسك يوم يزداد الايمان حتي تنهي الصلاه وانت خارج من المسجد فتجد الكفرة وليس بعد الكفر ذنب وليس الكفرة فقط بل حتي المسلمات وانت خارج من المسجد تجد الفتنه علي باب المسجد ولاتدري اتثبت ام لاتثبت فتري ان ايمانك يزيد وانت في المسجد فمنذ خروجك من المسجد وانت تلهج بدعاء الخروج من المسجد تقع عينك علي منكر فتستغفر ..فالايمان يزيد وينقص فالصحابة كانوا يستشعروا زيادة الايمان وهم مع النبي فحين يعودون منازلهم يعافسون الاولاد والزوجات ونعرف طبعاص حديث حنظلة : حين قال : نافق حنظلة نافق حنظلة فيجده سيدنا ابا بكر في الطريق مالك ياحنظلة فيقول نافق حنظلة وماذا ذاك نكون عند النبي فكأن علي رؤوسنا الطير فنعود المناول نداعب الزوجات والاولاد ونأكل وننام فقال ابا بكر وماذا يعني ذلك كلنا كذلك , فانطلقا الي النبي وبدأ يشكو اليه نقص ايمانه وانه ليس بنفس الايمان الذي يكون يشعر به وهو برفقة النبي صلي الله عليه وسلم.فقال المصطفي:
ياحنظلة لو انكم تكونون في بيوتكم كما أنكم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات وعلي الفرش ولكن ياحنظلة انها ساعة وساعة .ليس لدينا في الاسلام آخره فقط بل لدينا ايضاً دنيا وليس لدينا في الإسلام رهبانيّة ولا إن العباده تنحصر في مظاهر الذكر والعبادات بل ان كل الامور الحياتيّة هذه اخلاص النيه فيها لله عزوجل تجعلها عباده وانت تداعب زوجك وتروض فرسك وتريض جسمك كلها عباده وان كانت بنسب - ساعة وساعه - وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخره ...
ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار"
والتي لايقصد بها هذا المعني /ساعه لقلبك وساعة لربك , ساعه لقلبه قد أخذت ساعة ربه فليس فيها الراحه بل فيها ارتكاب البدع والموبقات كل ذلك تحت مسمي ساعة لقلبك جلوس امام التلفز وذهاب للسينما فكلما تنهاه عن ذلك يقول لك ساعه لقلبك ياشيخ ياأخي انها ساعة نارك , ساعة قلبك تجعلها في مباحات من طعان ونوم وراحه
مثل الذي الرجل الذي لايصلي اطلاقاً فذهب له اخوة التبليغ جزاهم الله خيراً فقالوا له تعالى معنا للمسجد و كذا فيقول ياشيخ توكّل علي الله "ولاتنسَ نصيبك من الدنيا " الا يوجد من يخبره ايضا ولاتنس نصيبك من الآخره ؟؟ / فالآية اصلاً أتت تتحدث عن من يعمل للآخره فيقول الله : وانت تعمل لآخرتك لاتنس أن تطعم ولاتنسي حق جسدك وحق زوجك وحق ولدك وحق ضيفك هذه هي ولاتنس نصيبك من الدنيا بالقدر الذي تستعين به لبلوغ آخرتك في حدود المباح ,فتتقوّي علي الطاعه ,. وعلي الرغم من جاهلية المثل الذي يقول : ساعة لقلبك وساعة لربك /فياليته يتحقّق فاليوم فيه أربع وعشرين ساعه اذا قُسمت علي ذلك النّحو صار لدينا اثني عشر ساعه لله واثني عشر ساعه للقلب طيب والله ان العشرات سوف تغلب الآحاد فحين تكون اثني عشر ساعه طاعات واخري مثليلتها اثني عشر ساعة من السيئات فثق ان ساعات الطاعات هي التي ستغلب في الميزان لأن الحسنة بعشر أمثالها وانما اذا غلبت آحادك عشراتك فهذه هي المصيبه ..فهو يقول لك ساعه لقلبك وساعه لربك - واذا جئنا لنحسبها فمن يقول ذلك المثل لايطبقه فهو فقط قد كيون محافظاً علي خمس صلوات وكل صلاة لاتكاد تستغرق معه عشر دقائق وعشرة في خمس بخمسين =يعني قد تكون ساعه من اثني عشر ساعهه من المفترض ان تكون لله ..فياليتك حقاً تعملها لله فتكون لديك ساعتين قرآن وساعه طلب علم وساعه صلة رحم وتقسمها ,, فياليت يحدث ذلك
- فالإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالإيمان وذاك مايحتاج مزيد بيان ياأهل الإيمان فلنصلي علي النبي العدنان عليه الصلاة والسلام :
الايمان : تصديق بالجنان وتلفظ باللسان وعمل بالأركان يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان وقد ترتب علي هذه الجزئية جزئية اخري اسمها حكم الاستثناء في الإيمان / نستثني او لا نستثني
ومعني الاستثناء في اللغه العربيه م قولك الا ان يشاء الله أو ان شاء الله ونقرأ ذلك في قوله تعالي ك انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولايستثنون "
في الغد قبل استيقاظ المساكين نجني ثمر البساتين ولم يقل احدهم ان شاء الله والقاعده - ولاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله "فالنتيجه : فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم - صارت سودة بعد ان كانت خضراء مورقه/ فانطلقوا وهم يتخافتون الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدو علي حردٍ قادرين فلما رأوها قالوا انا لضالون-وكأنهم قد ضلوا عن طريق حديقتهم  بل نحن محرومين "36/46
///
معني الاستثناء في الايمان = قولك انا مؤمن ان شاء الله
ولا قولك أنا مؤمن...!!
هناك أناس يقولون نحن لانستثني في الايمان بل تقال : أنا مؤمن , لماذا ..لايجوز الاستثناء في الايمان لأن الاستثناء فيه شك والشك ضرب من ضروب الكفر اسمه كفر الشك / وان تقول انا مؤمن بدون استثناء وهذا كلامهم - من كلام الاحناف- لايستثني في اليمان لان في ذلك شك / لان تعريف الايمان عند الاحناف قول باللسان واقرار بالجنان فقط/
وفريق آخر وهم الشافعيه : يقولون لابد من الاستثناء في الايمان بقول انا مؤمن ان شاء الله , لانك لو قلت انا مؤمن دون الاستثناء فأنت تزكي نفسك والله عزوجل يقول ك (فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقي ) ويقول سبحانه ( ألم تري إلى الذين يزكون انفسهم بالله يزكي من يشاء ولاتظلمون فتيلا) ومن هنا وضع الخلاف في هذه القضية // والادله متكافئة فلما دخل التعصب في هذه المسألة جعل الاحناف لايتزوجزن من الشافعيه / فالحنفي لايتزوج شافعيه لان الشافعية تستثني في ايمانها وتقول  انا مؤمنة ان شاء الله وهذا يدرج تحت الشك عند مقياس الاحناف / فلايجوز لحنفي ان يتزوج شافعيه وهو الذي عليه اغلب الاحناف وقال بعضهم يجوز قياساً علي الكتابيه وهذا يسمي تعصب مذهبي بغيض وهي من منظور اهل السنةوالجماعه : يستثني في الايمان ولايستثني فيه فمن نظر الي الاصل لايستثني ومن نظر الي الكمال يجب ان يستثني
انت لديك اصل الايمان وكمال الايمان واصل الايمان : التصديق والاقرار والاعتراف وهذه هي البذرة الايمانيه /وأصل الايمان لابد منه ولايوجد فيه استثناء وإنما من الممكن ان تقول أنا مؤمن ك وهذه كمال الايمان وهذا يندر في الناس وان تحقق فيك لاتعلنه /لانك تكون مزكيا بنفسك او مرائيا بعملك فإن قصدت حقيقه الايمان او كمال الايمان فلابد من الاستثناء فقد قال اهل السنه:فمن نظر الي الاصل لايستثني ومن نظر الي الكمال يجب ان يستثني
والقضية انك لو اتبعت العصبيه واتبعت الهوي لن تعرف الحق في القضية .!!!
اول ماعرضت القضية تقول : مؤمن =اقرار لأنك اذا استثنيت صار شكاًّ!!!!
والآخر يقول : قل ان شاء الله بالاستثناء حتي لايكون تزكة ومدح فتقول وماذا علي أن أفعل أقول لك انظر للمسأله فحين تطلب العلم تجد الإيمان بين اثنين : -مطلق الايمان -والايمان المطلق
يعني مطلق الإيمان= بداية الايمان=بذرة الإيمان
والإيمان المطلق =كمال الإيمان=حقيقة الإيمان
وفي تلك الحاله ان اردت التصديق و البذرة الايمانيه / مطلق الايمان =اذن انا مؤمن بلا استثناء
واذا اردت الايمان الكامل الايمان الحق اذن في الحالة هذه تقول= انا مؤمن ان شاء الله
فقضية الاستثناء في الايمان كما سمعت قول الفريقين بين مانع للإستثناء علي انه شك في الايمان ومابين موجب للاستثناء علي انه ان لم يستثني فهو مادح لنفسه مزكياًّ لها وهذا منهيٌ عنه بنص القرآن , والقضية من منظور اهل السنه والجماعه كما علمت ينظرون للمسأله هنا نظرة الإنصاف والوسطيّه فيقولون : فمن نظر الي أصل الايمان لايستثني ومن نظر الي كمال الإيمان يجب ان يستثني
  وبهذا يكون التوفيق بين الرأيين في القضية / والقضية مردّها الي امر آخر وهو : هل الإيمان درجة احده أو درجات / أو هل الإيمان هنا بمعني الإسلام ام انه مغاير له مختلف عنه أم بينهما عموم وخصوص / هما كلمتنا : الاسلام والايمان مترادفتان او متغايرتان
فإن كانتا متغايرتين فما معني كل كلمة منهما ومع تغايرهما / أيهما يسبق وأيهما يلحق وأيهما أفضل!!!
هذه القضية في صورة سؤال لمعرفة قضية ترتبط بالإيمان / فلازلنا نتحدث عن الايمان في مفهومه ومايتصل في أبجديته من معاني
فهناك من رأي ان الايمان هو الاسلام = وفي هذه الحاله لايستثني فكما تقول أنا مسلم ولاتحتاج ان تقول ان شاء الله كما تقول ايضا : انا مؤمن ولايحتاج ان تقول ان شاء الله لأنك لو قلت انا مسلم واستثنيت فهذا هو الشك فعلاً /ماينبغي لمسلم ان يقول انا مسلم ان شاء الله بل يقول انا مسلم ويجزمها...لكن لما كان الإيمان ممكن أن يختلف عن الإسلام هنا وقع الخلاف في الاستثناء من عدمه....فإذا رأيت أن الإيمان بمعني الإسلام فلا استثناء اذاً وان رأيت أنّ الإيمان معني يفوق الإسلام فهنا الإستثناء :واترك قضية الاستثناء بعد وضوح معالمها الي قضية الإسلام والإيمان أهما مترادفان أم متغايران وأيهما أسبق وأيهما يلحق وأيهما أفضل في قضية عرض لها القرآن وعرضت لها السنه بصورة ظريفه وطريفه والعلماء تحدثوا عنها لأنهم كانوا يتدبرون القرآن ففكروا في مثل هذا وان أحياناً بعض التفكير يُعدّ من ترف العلم / هل الإسلام بمعني الإيمان ؟
طبعاً ذكرت لكم سلفاً معني الإسلام وكذا معني الإيمان ووجدتني أقول لغةً معني الإسلام ك الإستسلام وشرعاً : الخضوع والانقياد لشريعة رب العالمين ولما جاء به النبي الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم ...كذا أخذنا ذلك التعريف لغة واصطلاحا في معني الإسلام ..فضلاً عن بقية المعاني التي أخذناها من القرآن //وعند تعريف الإيمان ك قلنا هو التصديق أو الإقرار لغةً  ,, وشرعاً:فيما صحّ وعليه اهل السنه والجماعه ردا علي كل فرق المتكلمين أن تصديق بالجنان وتلفظ باللسان وعمل بالأركان
يزداد بالطاعات وينقص بالعصيان..!!
فمع ذكر هذين التعريفين تُري هل يكون بينهما ترادف أو تغاير ؟؟؟
والله كل واحد سوف يفكر قليلاً ويقول واضح ان هناك تغاير..حين تجد ان معني الإيمان هو الانقياد القلبي مع الانقياد الظاهري او عمل بالجوارح والأركان تجد ايضاً ان هناك تداخل لكن الايمان زاد معني عن الإسلام وهو تصديق الجنان ولم يأتي ذلك في معني الإسلام لأن معناه مبني علي الانقياد ظاهراً فهو الانقياد والاستسلام  وأصل الايمان علي الباطن : تصديق القلب قبل أن يكون تصديقاً باللسان وعملاً بالأركان وحتي فيما يقرب لك هذا المعني عرف النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان فقال : هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشرّه / قال صدقت "
وهي كما تري اعمالاً قلبيه محضه,,,,فلما أراد أن يعرف الإسلام :قال أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلاً..قال صدقت/ وهي كما ترى أعمالاً ظاهريةً بحته إذا أخذنا بهذا الحديث المشهور جداً والمتفق عليه / المتواتر / والمذكور في كتب السنه ,,أدركنا من خلال الحديث تغايراً بين معني الإسلام والإيمان وقد جاء هنا الحديث يدل علي أن الإسلام أعمالٌ ظاهرية وعلي أن الإيمان أعمالٌ قلبيه // ومثل هذا المعني في سنة النبي صلي الله عليه وسلم كثير // فهناك تغاير في قضية الإسلام والإيمان وإذا جاء هذا التغاير رأيت الكلام عن الإسلام في أعمال الظاهر والكلام عن اللإإيمان في أعمال القلب أو الباطن ...طيب هذا أمر واضح / لكن اللّبس يأتي من أحاديث أخري حين يُسأل عليه الصلاة والسلام عن الإيمان أو في حديث وفد عبدالقيس :وآمركم بالإيمان بالله , ثم قال أتدرون مالإيمان بالله؟؟قلنا الله ورسوله أعلم...قال : أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتؤدي الخمس من الغنم "
فهذا الحديث هنا عرف الإيمان بتعريف الإسلام أي بالأعمال الظاهره م وهناك غيره حول هذا المعني وبدل أن نستطرد في ذكر الأدله بدي المعني واضحاً مما ذكر من مثال / فكيف يقول رسول الله في حديث جبريل الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ,, الخ , وكيف يقول في حديث وفد عبد قيس / أن تشهد ان لا اله الا الله ,, الخ/ يعرفه بالأعمال الظاهره التي هي أصل الإسلام .!!!
هنا قال أهل العلم : الإسلام والإيمان مترادفان ومتغايران , والضابط لهذا المعني أنهما كلمتان اذا اجتمعتا افترقتا وإذا افترقتا إجتمعتا ..سأبيّن لك القضية علي جناح السرعه ان شاء الله /
كلمتان اذا اجتمعتا في النصّ الواحد كحديث جبريل : مالإسلام , مالإيمان
افترقتا في المعنى فصار الإيمان تصديقاً قلبياً والإسلام امتثالاً ظاهرياً ../وإذا لإفترقتا في النصّ: فلم يجتمعا فيه / اجتمعا في المعنى فيكون الإسلام مرادفاً للإيمان والإيمان مرادفاً لإسلام فيعبرعن الإيمان ويعبر عن الإسلام بالإيمان ..كما لو قال الله : ياأيها الذين آمنوا وهو يعنى أهل الإسلام / فكأنه يقول لهم : ياأيّها الذين أسلموا ...لأنه ليس كل من خوطب : ياأيها الذين آمنوا قد حقق معاني الإيمان كاملةً وانما أُريد به الإسلام..فيقال لك : أأنت مؤمن = بمعني مسلم , فتكون مسلم بمعني مؤمن وتكون مؤمن بمعنى مسلم لكن كيف أنت من الإسلام والإيمان ,,أنا مسلم وكيف من الإيمان : مؤمن ان شاء الله.. كلمتان اذا اجتمعتا افترقتا وإذا افترقتا إجتمعتا / افترقتا في النص فكأنما اجتمعتا في المعنى فيكون الإسلام ايماناً والإيمان اسلاماً / واجتمعتا في النص فافترقتا في المعنى كما في حديث جبريل عليه السلام : الإسلام أن تشهد والإيمان أن تؤمن والنص محفــــــــــــوظ /
خلاص هذه قد عرفناها / طيب ولمّا يفترقام فيكون الإسلام امتثالاً ظاهريا..والإيمان تصديقاً باطنياًّ فـأيهما يسبــــــــــــــــــــــــــــق...؟
آ الإسلام ’ أم الإيمان ؟
أحدهم يقول لي الإسلام .!!!!............والآخر يردّ يقول الإيمان /
الإسلام يسبق أم الإيمان ؟
إذا قلت لى أن الإسلام فيكون الإسلام بدون الإيمان والإسلام قيّمته عمل ظاهريّ يعني سيقول :
لا إله إلا الله ويؤدي بقية الفرائض دون قضية الاقرار في القلب فذلك النفاق ياشيخنا.!!!
..حيث قال تعالى "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين "
إسلام الظاهر دون إيمان الباطن / إذاً الإيمان هو الذي يسبق , أمتأكّد..؟
خلاص مادام الإسلام دون الإيمان نفاق إذاً لابدّ أن الإيمان هو الذي يسبق ..أجيبك بأنه لاينفع لأن الآية قالت : (قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لايلتكم من أعمالكم شيئاً إنّ الله غفور رحيم)
حيّرتنا ياشيخنا ..!!!
 نقول لك الإسلام دون الإيمان تقول لنا هذا نفاق.!!
طيّب لنجعل الإسلام أسبق من الإيمان..فتعترض
ماهو الصحيح؟
المفترض أنّك كـ/طالب علم عرفت أنّ هناك أصل الإيمان وحقيقة الإيمان
مطلق الإيمان والإيمان المُطلق
فمُطلق الإيمان أو أصل الإيمان أو بذرة الإيمان أو الإيمان التصديقي لابدّ أن يبسبق الإسلام ليكون هذا الإسلام صحيحاً سبقه تصديق القلب قبل أن يأتي قول اللسان وعمل الأركان
فهناك يسبق الإسلام وهو مطلق الإيمان / بذرة الإيمان / التصديق...وهذا لابدّ أن يسبق الإسلام م جزء من الإيمان وليس كل الإيمان ولكن لابدّ منه حتي يترتب عليه الإسلام إقراراً باللسان وعملاً بالأركان.../ إذاً : الأوّل الذي هو التصديق وبذرة الإيمان يسبق الإسلام ثمّ يُسلم فينطق بكلمة التوحيد / أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول ثم يصلي ويصوم ويحج وهو مُســـــــــــلم"
ثمّ يجتهد في الطاعات مُؤديا النوافل مع الفرائض تاركاً المكروهات مع المحرمات ليترقي من الاسلام إلى الايمان الذي هو الايمان المطلق الايمان الكامل , الايمان الحـقّ
وهذا الذي نفاه الله عن الأعراب حين ادّعوه..فهم لازالوا مسلمين وان كان لديهم اصل الايمان "البذرة والتصديق لكن من أجل أن يعلموا كيف يكونوا مؤمنين بدلاً أن يكونوا فقط مسلمين
  فلننظر إلي قوله عزوجل (إنّما المؤمنون الذين اذا دُعوا الي الله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصّادقون"
هذا الذي نفاه الله عن الأعراب =صدق الإيمان , أصل الإيمان ’ وان كان قد أثبت لهم أصل الإيمان واثبت لهم الإسلام وهم مسلمون في أصح القولين وليسوا منافقين فأثبت لهم الإسلام ونفى عنهم حقيقة الإيمان وكمال الإيمان / فى آية الحجرات هذه كآية الأنفال "إذقال عزوجل : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلي ربّهم يتوكلون , الذين يقيمون الصلاة وممّا رزقناهم ينفقون , أولئك هم المؤمنون حقاًّ لهم درجات عند ربّهم ومغفرةٌ ورزق كريم"
حــــــــــــــــقّ الإيمان / الإيمان المُطلق الكامل وهذا يلحق بالإسلام وبعد حين , كلمة حين = في اللغه العربيه تأتي بمعني القريب وبمعني البعيد , فبعد حين ينتقل الإسلام من الإسلام إلي الإيمان ,يترقي من الإيمان إلي الإحسان ولذلك هذا الدين درجات ( إسلام - إيمان - إحسان)..كما ورد في حديث جبريـل طمالإسلام - مالإيمان -مالإحسان)
كما في القاعده عند أهل السنه والجماعه :كل مُحسنٍ مُؤمن وكُلّ مُؤمن مُسلم
وليس كُلّ مؤمنٍ مُحسناً وليس كُلّ مسلم مُؤمناً
ثلاثــــــــــــــــــة طوابق..(الطابق الأوّل : إسلام)
(الطابق الثّانى:إيمان)
(الطّابق الثالث:إحسان)
فهُناك من يمتلك دوراً واحداً "دور أرضي "وحتّي الشمس لاتدخل لديه..فهذا في دور الإسلام / فإذا بنى الدور الثاني يصعد الى دور الإيمــــــــــــــــــــــــــــــان..وترقّي الي دور ثالث:فامتلك منزلة الإحسان
فالذي يملك الإحسان لابدّ لديه الإسلام والإيمان , ولكن ليس شرطاً أنّ الذي بنى الدور الأول
 ->الإسلام-أن يكون قد بنى الدور الثانى -> الإيمان- أو بنى الثالث->الإحسان
 من أجل ذلك قيل : كل محسنٍ مؤمن وكل مؤمن مسلم..
وليس كل مسلم مؤمن  وليس كل مؤمن محسن
فهذه هي الدرجات لذلك أيهما أسبق؟ آآآالإسلام أم الإيمان؟
نقول : أصل الإيمان يسبق ثم يتبعه الإسلام = امتثالاً ظاهرياًّ / ثمّ يترقّي الإسلام الى الإيمان حتي يصل الي الإيمان الحقّ...فالأول أصل الإيمان ومن ثمّ كمال الإيمان..فإذا وصل الي كمال الإيمان دخل في سُلــّم أو درجة أو دور الإحسان, والمسلمون بهذا الوضع كُثر حين يقلّ فيهم أهل الإيمان ويندر في أهل الإحسان في أهل الإيمان , أي كلما يعظم الكيف كلما يندر الكم أو يقل... فالمحسنين ندرة بين المؤمنين والمؤمنين قلة بين المسلمين والمسلمين قلة بين الكافرين...فقد قال عزوجل : "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم ..." وقوله تعالي :"وقليل من عبادي الشكور"
وقوله تعالي "ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "
 وقوله تعالى :/ولكنّ أكثر الناس لايشكرون "وقوله تعالى / ولكنّ أكثر الناس لايعلمون"وقوله تعالي : ولكنّ أكثر الناس لايؤمنون " فذكر جانب الكثرة في الضلالة والكفر وذكر جانب القلّة في الإيمان فالمسلمون قلة بين الكافرين,أهل الإيمان قلّة بين المسلمين , وأهل الإحسان قلّة بين المؤمنين"
ومع ذلك فرحمة الله تشمل الجميع :/مسلمين ومؤمنين ومحسنين"
{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير، وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب}

اللهم اجعلنا منهم
فمنهم ظالم لنفسه / مسلم مقصر في الطاعات مرتكب للسيئات فقد أسماه الله ظالم لنفسه
مثلي ومثلك..فلاتقول الشيخ متواضع / كذا قالت عائشة رضى الله عنها لمن يسألها ../فحين تقول عائشة رضي الله عنها ذلك ماذا يقول مثلي ومثلك؟؟
ومنهم ظالم لنفسه=مثلي ومثلك
-ومنهم مقتصد=يؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات
-ومنهم سابق بالخيرات = ادي الفرائض والنوافل وترك المحرمات والمكروهات صار مؤمناً وأدي الفرائض والنوافل والتزم الورع وابتعد المحرمات واجتنب الشبهات صار محسنا
هذه منزلة عاليه جدا / ذلك الفضل الكبير ..تفاوت الفضل وتفاوت الدرجات من الظالم = الدرجة الدنيا الي المقتصد = الدرجة الوسطي الي المؤمن الدرجة العاليه الي المحسن = الدرجة العليا
كل هؤلاء يدخلن في ذلك الفضل وهذا الفضل الكبير - جنات عدن يدخلونها..
سابق سابق / ومقتصدنا لاحق / وظالمنا لنفسه مغفور له بإذن الله
حتي لاتقول لي جنس العمل..اذن علمت الآن مالذي يسبق ومالذي يلحق ..أهو الإسلام أم الإيمان؟
وعرفت التغاير من الترادف /وحين حصل التغاير قلنا أصل الايمان يسبق وكمال الايمان يلحق
اصل الايمان قبل الاسلام وبعد الاسلام يأتى كمال الايمان..:
 وفي هذه الحال الاسلام افضل من اصل الايمان, وكمال الايمان افضل من الاسلام ..فبعض الناس من العامه يأتي يقول لك الايمان افضل من الإسلام..ولكن ليست علي إطلاقها فنسأله حينها ماذا تعني : أصل الايمان ام كمال الايمان ؟
ان كان اصل الايمان فليس افضل من كمال الايمان , وانما طالب العلم يقول : كمال الايمان افضل من الاسلام ..فهنا استبان لنا مالفرق بين الايمان والاسلام ,  واستبان لنا عند الفرق والتغايرالمعني كيف يكون / الايمان تصديق قلبي والاسلام امتثال ظاهري ..والافضل كمال الإيمان
ولعلنا هكذا نكون وقفنا علي بعض الأبجديات أو المسائل التي تدور حول ابجدية الايمان هذه ابجدية الاسلام .من بعد ابجدية الاسلام من بعد قضية العقيدة و الدين , فالاسلام يرادفه الإيمان لذلك دخلنا علي قضية الإيمان وأبجدية الإيمان ينقاضها الكفر..فما أبجدية لكفر ومامعناها ؟؟
موضوع محاضرتنا القادمة بإذن الله تعالى..
(والحمدلله الذي بنعمته تتمّ الصالحات)


المحاضرة للشيخ / عمر عبدالعزيز القرشي, بارك الله له